الثلاثاء، 31 مارس 2015

وزير العدل أم ميكنسيان العدل ..!!


بالنظر الى الطريقة التي تُدار بها عجلة #القضاء في بلدنا (وأصر على إطلاق مصطلح عجلة) كان لزاماً عليَّ أن أعنون هذه المقالة بمقولة الميكنسيان فمؤسسة القضاء في بلدنا تختلف عن الكثير من مؤسسات القضاء في أغلب دول العالم المتحضر لا بل حتى النامية ..

إن فكرة تشكيل وتأسيس بنية هيكلية لمؤسسة القضاء قديم وله جذور ضاربة في التاريخ القديم لكن شكله الحديث ظهر مع إنطلاق مفهوم الدولة الحديثة بما تحمله من أعباء ومهام اقتصادية اجتماعية خدماتية وسياسية بالمعنى الواسع للكلمة ومن جملة هذه الخدمات او الأهداف هي صون العدالة وحماية الحقوق العامة والشخصية للأفراد على الحد السواء .

لذلك إنطلقت فكرة تأسيس وإنشاء دور القضاء في معظم دول وبلدان العالم على إختلاف الشكل السياسي للحكم .. وكانت الغاية الأولى لحماية دور القضاء وتفعيلها وجعل تأثيرها ذات بعد قانوني وإنساني وأخلاقي هو تجنيبها عن كافة التجاذبات السياسية والتقلبات المزاجية التي تجري في أروقة وإدارات الحكم ومنطق الحكومات وأهدافها الإستراتيجية القصيرة او البعيدة المدى والمتغيرة بحسب المصالح لذلك كان يتوجب أن يتم تحييد القضاء بشكل كامل ودائم عمّا يجري في البلاد فإستقلال القضاء هو مبدأ عقلاني ومنطقي قبل أن يكون تقنين وتشريع يُخط في دساتير الأمم ووجدان الشعوب وتراثها ..

وبنظرة سريعة على معظم تشريعات الدول المعاصرة ومنها بلدنا يستوقفنا مبدأ إستقلالية السُلطة القضائية وتحييدها عن السُلطتين الأُخرتين (التشريعية والتنفيذية) من منطلق أن القضاء هو سُلطة هدفها الأول والأخر هو حماية الحق والعدل وبغض النظر عن صاحب هذا الحق وميوله السياسية ومعتقداته الأيديولوجية الفكرية ..
وهذا ما أكده المبدأ التالي في #الدستور السوري بنص المادة \131\ (السُلطة القضائية مستقلة ويضمن رئيس الجمهورية هذا الإستقلال ويعاونه في ذلك مجلس القضاء الأعلى)..

وإنطلاقاً من هذا المبدأ إستلزم الأمر أن يتبع الجسم القضائي بقضاته ورجالاته الى مجلس القضاء الأعلى والذي يتمتع بإستقلالية تامة عن السُلطة التنفيذية في معظم الدول المتمدنة (على خلاف ما يجري عندنا) وبالتالي فالقضاة يعتبرون وبحكم القانون مستقلين في عملهم القضائي لا سلطان عليهم سوى القانون وضميرهم وهذا مكرس بنص المادة \133\ من الدستور (1-القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون -2-شرف القضاة وضميرهم وتجردهم ضمان لحقوق الناس وحرياتهم).

لكن على من تلقي مزاميرك يا #داؤود ..؟!

إن أول خرق لمبدأ فصل السُلطات واستقلال السُلطة القضائية نجده في التبعية الوظيفية والإدارية للقضاة والجسم القضائي الى وزير العدل (العضو في السُلطة التنفيذية) وهذا أول خرق كبير وفاضح والذي يقوض مبدأ استقلال القضاء ويجعله حبراً على ورق .. أما الخرق الثاني فهو في هيكلية تشكيل مجلس القضاء الأعلى وذلك بحسب قانون السُلطة القضائية الصادر بالمرسوم رقم \98\ لعام 1961 وتعديلاته وتحديداً بالمادة \65\ والتي تنص (يؤلف مجلس القضاء الأعلى على النحو التالي :رئيس الجمهورية ينوب عنه وزير العدل -رئيساً-رئيس محكمة النقض -عضو-النائبان الأقدمان لرئيس محكمة النقض -عضوان-معاون وزير العدل -عضو-النائب العام -عضو-رئيس إدارة التفتيش القضائي -عضو)..

إن نظرة سريعة على قانون السُلطة القضائية يعطينا فكرة شديدة الوضوح لا لبس فيها ولا غموض عن إنتهاك المبادىء الدستورية التي أرست مبدأ استقلال القضاء فمجلس القضاء الأعلى (برأسة وزير العدل) بتشكيلته ورأسته وتبعية الجسم القضائي له وهو بهذه الهيكلية فيه من عدم الحياد والإستقلال الشيء الكثير وقد كان من الأبدى أن يرأس مجلس القضاء قاضٍ مستشار بمرتبة وزير (كرئيس محكمة النقض مثلاً..) حتى لا يتبع في تراتبيته وتسلسله الى الحكومة أي السُلطة التنفيذية ممثلة بوزير العدل بل كان الأجدى أن يتبع الى البرلمان صاحب السُلطة في الرقابة الشعبية على سير أعمال الدولة ومرافقها ..

أيضاً وبالنظر الى المادة \8\ من ذات القانون والتي تنص على الأتي (تتولى إدارة التشريع - طبعاً التابعة لوزارة العدل أيضاً - أ - تحضير مشروعات القوانين والأنظمة والبلاغات القضائية) بما فيه من تعدي على السُلطة التشريعية صاحبة الولاية في إصدار التشريعات والقوانين كافة فإدارة التشريع بتبعيتها الوظيفية والإدارية لوزارة العدل ووزيرها تهيّء الظروف والأسباب للوزير لإصدار البلاغات والتعاميم التي تعرقل سير القضاء وتكبّل القضاة في عملهم القضائي والقانوني مع أن ذات المرسوم كان واضحاً في المادة \2\ بنصها (يمارس وزير العدل السُلطات المتعلقة بوزارته وهو المرجع الأعلى في الشؤون التوجيهية وفي الإشراف على الأعمال ومراقبة تنفيذها ضمن أحكام القوانين والأنظمة النافذة) ...

والتي أعطت للوزير سلطة الإشراف والتوجيه الإداري (فقط) لكن تناقض المرسوم بمنطوق مواده وتعابيره أعطى الوزارة والوزير وإدارة التشريع القضائي سُلطة تحضير مشاريع قوانين وبلاغات وتعاميم وأوامر إدارية لها مضمون وتأثير قانوني وقضائي أدت الى إفراغ القوانين الصادرة عن السُلطة الحقيقية (البرلمان) في البلاد من محتواها وعطلتها .

لطالما كانت تلك الخروقات المتمثلة بقانون السُلطة القضائية والذي شكّل سلاح وزير العدل ووزارته سيفاً مسلطاً على رقاب القضاة فقد أدى هذا الوضع المشوه الى تحويل قضاتنا الى مجرد موظفين عند مزاجية هذا الوزير او ذاك في تعاقبهم على إدارة وزارة العدل يسعون الى تنفيذ أوامره ويتجنبون نواهيه لنصبح وكأننا في إدارة عسكرية التفكير والرؤية عمادها وقوامها التنفيذ الأعمى وإطاعة الأوامر ..

إن تدخلات السُلطة التنفيذية ممثلة بوزارة #العدل في الشؤون القضائية والعدلية لا حصر لها ..إن أول ما يصدفنا ويكبل عملنا القانوني .....(كمشتغلين في القانون) هو تلك الأوامر الخطية الكتابية التي تصدر عن وزارة العدل الى قضاة الحكم والنيابة والمساعدين العدليين وغيرهم ... تحت مسمى تعاميم وبلاغات وتوصيات لها صفة النفاذ بموجب قانون السُلطة القضائية السابق الذكر فهي خرق واضح وفاضح لمفهوم حياد واستقلال السُلطة القضائية بكافة أشكاله ومسمياته .

فمن المعلوم لكل مشتغل بالقانون أن التشريع وعملية وضع وسن القوانين هي وظيفة ومسؤولية السُلطة التشريعية عبر البرلمان وذلك بحكم قواعد الدستور ومهمة القضاء هو تطبيق العدالة وتحقيقها عبر الإحتكام لنصوص القوانين والتشريعات الصادرة عن السُلطة التشريعية صاحبة الولاية والإختصاص في هذا الأمر ..

لكن أن تقوم وزارة العدل عبر وزيرها (وبغض النظر عن شخصه) بتشريع وإقامة منظومة من الأوامر والنواهي الموجهة الى القضاء للعمل بها فذلك إعتداء سافر على عمل السُلطة التشريعية وإنتهاك لسيادتها واستقلال عملها لا بد من الوقوف والتصدي بحزم له من جميع العاملين في الحقل القضائي والقانوني من قضاة ومحامين وغيرهم ...

إن تلك #البلاغات #والتعاميم (المواليد الخُدّج) التي تصدر عن وزارة العدل تعمل بمنحيين وإتجاهين سلبيين في آن معاً : فمن جهة هي كما قلنا تعدٍ صارخ على سُلطة مخولة بالتشريع لا بل إنتزاع وإغتصاب حق التشريع منها وسلبها صلاحياتها عبر تعطيل القوانين والتشريعات النافذة والمقوننة والتي حازت على تصويت الأغلبية لإقرارها .. فتصبح تلك القوانين والمراسيم فاقدة للنكهة والفاعلية والتأثير عبر إفراغها من محتواها ومضمونها الذي قصده المشرع ..
لأن تكرار تطبيق الخطأ والإستمرار بإستعماله سيحوله الى قاعدة ثابتة بحكم العادة والطبيعة البشرية .

ومن جهة أخرى ستحوّل تلك البلاغات والتعاميم السادة القضاة الى مجرد موظفين إداريين تابعين لسُلطة الوزير التنفيذي وستوؤد دورهم الإستقلالي القضائي والفقهي وستحصر جُلّ اهتمامهم وأعبائهم بتطبيق تلك الأوامر والبلاغات بالرغم من مخالفتها القانونية والدستورية الواضحة ومع مرور الوقت سيتم تحجيم الدور الريادي المفترض أن تلعبه مؤسسة القضاء في بناء الوعي الإجتماعي والفقهي والقانوني في البلاد ...!!

لأن القضاء واستقلاليته هو عماد البلاد وتقاس درجة تقدم وتحضر أي بلد ما بمدى استقلالية قضاءه ومدى مساهمته وفاعليته في نشر الوعي القانوني لتحقيق تقدم البلاد والشعوب عبر بث الثقة والطمأنينة في نفوس العامة بأن تلك المؤسسة هي الصرح الوحيد والملجأ الأخير لكل صاحب حق ومظلوم .. ومقهور ..

إن عملية الإصلاح القضائي برمتها يجب أن تبدأ إنطلاقاً من تفعيل استقلال القضاء حقيقة وواقعاً وذلك عبر تعديل وتحديث كافة القوانين المتعلقة بالسُلطة القضائية والتي تخالف مبدأ فصل السُلطات وذلك عبر تبعية الجسم القضائي لمجلس قضاء أعلى يتمتع هو الأخر باستقلالية تبتعد قدر الإمكان عن عبث السُلطة التنفيذية ومزاجيتها ومنطقها الإستنسابي وتحكمها في شؤونه وقوانينه ..

فلا يكفي وضع نص كنص المادة \67\ من قانون السُلطة القضائية بنصه: (يمارس مجلس القضاء الأعلى الإختصاصات التالية: ... ج - الإشراف على استقلال القضاء ..؟؟ ) فهو من الناحية النظرية قد يشعرنا بالفخر والإعتزاز لكنه من الناحية العملية التطبيقية -والبراغماتية - يؤدي الى الإحباط واليأس لأن تتبيع الجسم القضائي وإيكال مهمة الإشراف عليه الى سُلطة أعلى منه هي غير مستقلة اصلاً عن السُلطة التنفيذية (لأن فاقد الشيء لا يعطيه) هو لزوم مالا يلزم والتفاف عن المبدأ الأساسي والذي هو استقلال القضاء عن السُلطة التنفيذية ذات المرجعية المزاجية المتقلبة ..

فيا وزارة العدل ويا وزير العدل .. كفوا عن العبث بمؤسسة القضاء وإرفعوا أيديكم عنها فهي ليست عجلة حتى تُدار .!! وأنتم لستم الميكانسيان المخول بإصلاحها .. والى أن يتم تعديل قانون السُلطة القضائية بشكل عصري يتناسب مع ما هو معمول به في التشريعات الحديثة للدول المتمدنة وبما يتلائم مع السُمعة والمكانة التي يتوجب أن تكون عليها مؤسسة القضاء ..

والى ذلك الوقت نتمنى أن لا يصدر أي تعميم او بلاغ ذو مضمون قانوني وتشريعي (بإستثناء البلاغات ذات الطابع الإداري والتسلسل والوظيفي) يخالف ويعرقل سير القوانين والتشريعات الواجبة الإتباع والتطبيق (.. وحتى لا ينقلب مبدأ فصل السُلطة الى صحن سَلَطة..)  والى ذلك الوقت والذي أرجو أن لا يكون ببعيد نتمنى على قضاتنا وجهازنا القضائي وضع العجلة المناسبة على السكة المناسبة ....


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com

السبت، 28 مارس 2015

معلومة مغلوطة 2:

معلومة مغلوطة 2:
من المقولات المغلوطة والتي يُشاع إستخدامها وتكرارها دائماً وأبداً .. إن الدماغ البشري لا يستخدم إلا جزءاً بسيطاً من طاقتة وإمكانيته ( او بتعبير اخر يستخدم حوالي عشرين بالمية من حجمه او كتلته او طاقته ) .. طبعاً هذه المعلومة خاطئة بإمتياز أيضاً وقد شاع إستخدامها في خمسينيات القرن الماضي في بعض الوسائل الإعلامية ..؟؟
لكن الحقيقة غير ذلك تماماً فالعلم الحديث يخبرنا بعكس ذلك .. فقد ثبت بالدليل القاطع وبعد إجراء الفحوص المخبرية الطبية وتطبيق فحص النشاط الكهربائي للدماغ وتعريضه لجهاز الرنين المغناطيسي النووي .. إن الدماغ البشري يعمل بشكل كامل وبكامل نشاطة وطاقته .. عند القيام بالمسائل الفكرية والذهنية مثل التفكير والمحاكمة والتأمل وحتى القيام بأي عمليات حسابية او معرفية .. هذا ما ثبت بالفحص المخبري الإكلينيكي ... بدليل أخر أتى به علماء الأعصاب وتشريح الدماغ وهو إن تخريب أي جزء بسيط من خلايا الدماغ سيؤدي بالنتيجة الى تعطيل وظيفة حسية او حركية .. او ادراكية لدى الإنسان ..!!
وهذا ما أدى الى إفراغ تلك المقولة السابقة من محتواها المعرفي ... لكنها مازالت تردد على الصعيد الشعبوي أقله ...
لذلك أعزائي لا تخشو على أدمغتكم إنها تعمل بكامل خلاياها وأجزائها ... ما علينا إلا تشغيله بشكل صحيح ومستمر ... لتقاوم الصدأ والتكلس

https://twitter.com/ihab_1975

معلومات مغلوطة :

معلومات مغلوطة :
الدين والعلم وجهان لعملة واحدة .. هذه المقولة خاطئة بإمتياز فالدين قائم على الغيبيات والماوراءيات الغير موجودة إلا في نصوص وأدبيات تلك الكتابات .. أما العلم فقائم على التجربة والبحث والتقصي وقابلية التخطئة .. وما يقوم به العلم هو تصحيح مزاعم الدين وكشف وهمها ..
فكم من الإدعاءات والمزاعم الدينية الغيبية التي روج لها الخطاب الديني وتم إثبات عدم صحتها إنطلاقاً من مركزية الأرض وثباتها وتسطحها ودوران الشمس والكواكب من حولها .. ومروراً بالسماء ونجومها التي كانت وظيفتها هي رجم الشياطين الطيارة .. ( علماً بأن السماء هي مصطلح ديني بإمتياز لكن الواقع العلمي يقول بأن لا سماء فوق رؤوسنا .. وما نراه مجرد غلاف الأرض الجوي وطبقاته .. والحديث يطول عن امثلة لا حصر لها ..
إن الغاية من إستمرار ترويج تلك الأساطير والغيبيات هي في حقيقتها .. مصلحية بإمتياز فالدين له تجاره ومروجوه وصنّاعه الذين يقتاتون عليه من وراء الناس البسطاء الغلابى .. تعود عليهم بمنافع مادية خرافية ومعنوية وسلطوية وغيرها ...
لكن في السنوات القادمة وبإعتقادي سيتم نزع النقاب عن الكثير من الألغاز الغامضة التي تعتبر مرتعاً خصباً لأصحاب العمائم .. من قبل العلماء الحقيقيين أصحاب الفضل في هذه البسيطة والذين بواسطة علومهم تمكنا من كتابة هذه السطور عبر الاجهزة الحاسوبية والإنترنيت وتواصلنا مع بعضنا البعض عبر الهاتف والجوال وتمتعنا بنعمة الكهرباء ( على الرغم من إنقطاعها .!!) وغيرها العديد من إنجازات العلم الحديث الذي لا يكتفي بالتحديق في السماء ( الإفتراضية ) والدعاء الى المجهول ..!! بل يقوم بدافع العمل من منطلق إنساني وواجب أخلاقي بحت وبغض النظر عن رأي التيارات الدينية ومزاجياتها المتقلبة في هذا العلم او ذاك ...
تحية الى رجال العلم الحقيقيين .. أنتم الجنود والمحاربين الأشاوس في كل الميادين .. لكم أرفع القبعة ... ( شابّو )

https://twitter.com/ihab_1975
في بلدان العالم الثالث ... عشر ( كبلداننا ) .. دائماً القيادة حكيمة ... ؟؟
والشعب أهبل .. ومنيل بستين نيلة ..!!
.. هذا ما نتميز به عن كل بلدان العالم ..!!

https://twitter.com/ihab_1975

الطريق الى فارس

في عام (539)ق.م اصدر كورش مؤسس الأمبراطورية الفارسية مرسوماً يقضي بإعادة أبناء مملكة يهوذا المنفيين في بابل والذين سباهم نبوخذ نصر حين قام بهدم أسوار اورشليم القدس وحرق هيكل سليمان .. وقام بسبيهم ونفيهم الى بابل وذلك أنهم - أي اليهود قاموا بالتحالف مع المصريين الفراعنة ضد الحكم البابلي الكلداني ..
وبعد سنوات عديدة من الشتات عادت الروح لمملكة يهوذا وهيكل إلهها يهوه على يد الأمبراطور الفارسي كورش ..
(هكذا قال كورش ملك فارس : جميع ممالك الارض دفعها لي الرب إله السماء وهو أوصاني ان أبني له بيتاً في أورشليم التي في يهوذا من منكم من كل شعبه ليكن إلهه معه ويصعد الى أورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب إله اسرائيل هو الإله الذي في أورشليم ) توراة- سفر عزرا - الاصحاح 1\2-3.. وجاء بعده الأمبراطور الفارسي داريوس الذي أوصى بأن يبنى الهيكل من أموال الدولة الفارسية وذلك عبر مرسوم ملكي أخر
.. منذ ذلك التاريخ القديم ومازال التعاون والتنسيق بين اليهود والفرس مستمراً حتى يومنا هذا .. أما تلك الأستعراضات البهلوانية التي تظهر على الإعلام بين الفينة والأخرى فما هي إلا من قبيل التضليل والتسويف .. مع أن العلاقات بين الطرفين تعود لفترة ما قبل التاريخ الميلادي
لقد ساهم الفرس بشكل او بأخر بصياغة التاريخ الإسرائيلي القديم لجمع الشتات وإعادة بناء الهيكلية ورسم الهوية القومية وهذا ما ساعدهم في القرن الماضي على إعادة إحياء تلك القصة الأسطورية القديمة لمملكة يهودا وهيكلها .. فالإخراج كان دائماً فارسياً ..؟؟

https://twitter.com/ihab_1975

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts

الاثنين، 23 مارس 2015

ليس بالإسلام وحده يحيى الإنسان ..!!

يقال أن الإسلام هو الحل وإنه ذلك الدين وتلك العقيدة الإعجازية التي جاء بها نبي الإسلام نوراً للعالمين بما تشتمله على أمور غيبية وإعجازات فكرية وعلمية سابقة لعصرها وأوانها تشعل الألباب وتدهش الأبصار ..

لكن المتعمق في نشأة وتركيبة تلك العقيدة والأيديولوجية سيرى أن الحقيقة غير ذلك تماماً .. فأهل مكة أدرى بشعابها .. لأن أول من أكتشف حقيقة وقرأن نبي الإسلام محمد او ( قثم بن عبد اللات ) هم المسلمين المبكرين والمشتغلين بعقولهم من فقهاء ورواة للحديث وحتى رجال فكر ولسانيات .. فهم بعد أن رأوا ووعوا وأدركوا حجم تلك الثغرات والفجوات والتناقضات الكثيرة والمذهلة التي تناقض العقل والمنطق والواقع وطبيعة الأمور والتي ينضح بها كتاب المسلمين ودستورهم لجأوا الى الإلتفاف والمراوغة على ذلك الأمر بحكم طبيعة العقلية العربية في تلك الفترة .. وكما يلتف السيل عندما يصطدم بصخرة عتية مشرأبة ..

ذلك أنهم ابتدعوا مسألة الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والعام والخاص .. والمكي والمدني .. والظرفي المؤقت والدائم المستمر .. وما يقبل التأويل وما لايقبل التأويل إضافة الى أمور وأحكام تتشابك بشكل معقد قد يحتاج الأمر معها الى دليل عمل ( كاتالوج ) بحيث يضيع معه المتلقي ليصبح عاجزاً عن الفهم ويفتح فاهه للذباب من شدة التعقيد ..؟؟..( مع أن المنطق السليم للأمور يقتضي أن يكون الخطاب الموجه الى العامة واضح الغاية والهدف من أجل أن يؤدي دوره وغايته المرجوة منه )..

والغرض والغاية من هذا الأسلوب هو سد الفجوات وإغلاق الثقوب وترقيع التناقضات التي يمتلىء بها ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ..! وهم بذلك مدفوعين إما بدافع المصلحة والمنفعة لحماية ذلك الدين الناشىء والوليد الذي يحاول الحبو والسير في سبيل نشر الدعوة الإسلامية كدين وعقيدة للدولة الإسلامية الناشئة .. وإما بالقسر والإجبار والإكراه من قبل الحكّام السياسيين وبقوة السيف والحديد والنار والتاريخ مليىء بشواهد على قمع وتصفية وإقصاء كل من يحاول الإقتراب او التصويب لتشريح الكتاب بمنطقية وعقلانية وتفصيله بشكل يتناسب مع السياق التاريخي لنشوء وتطور الأحداث المتسارعة لتلك الدولة الناشئة الفتية ..لأنهم يعلمون أن نزع القدسية والهالة عن أي مقدس يعريه ويكشف زيفه وبطلان ادعاءاته ومزاعمه .

فالعقيدة الإسلامية بما إدعته وتدعيه من تطرقها لأمور غيبية لم يسبق لأحد أن آتى بها هو قول مردود على أصحابه وفيه الكثير من المواربة والتزييف للحقائق لأن كل ما ادعى به كتاب الإسلام على لسان نبيه وإلهه من وراءه بأنه صاحب السبق فيه هو ببساطة موجود في تلك البيئة الصحراوية وما حولها من ثقافات وبيئات موازية ..

ويقول الدكتور خالد منتصر في هذه الخصوص:
(("إن الإعجاز العلمي في القرآن والأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها بيزنس... من يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا ان نفتح افواهنا مندهشين ومسبّحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي ما زالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدر والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة" .))
.. من كتاب وهم الإعجاز العلمي ..

إن الإدعاء بالإعجاز الإسلامي الغيبي بحديثه عن مواضيع كالجن والملائكة والسموات والروح وصولاً الى الكواكب السيارة .. والطيارة .. ومروراً بمصطلحات طبية كالنطفة والمضغة والجنين والعلقة .. الى أخره .. ما هي إلا نتاج البيئة الحياتية الموجودة في تلك الفترة الزمنية إضافة الى تراكم الثقافات السابقة والإحتكاك بثقافات وأقوام وألسنة أخرى كانت وعاشت في نفس السياق التاريخي والجغرافي والسكاني ..

فديانات كالزرادشتية (الفارسية) والبوذية (الهندية) والمانوية (البابلية) .. مروراً بالإبراهيمية التوراتية وديانات أهل كنعان الوثنية ولا ننسى الثقافات الإغريقية كدراسات أرسطو وأبوقراط ( خاصة بالنسبة للمفردات الطبية ونشوء الإنسان وخلقه ) وغيرها قد تطرقت الى كل تلك المسائل والأمور وفي أكثر من مناسبة .. حتى نكاد نلاحظ تفاصيل بعض القصص والأحداث قد تم ذكرها على لسان مبشرين إدعوا النبوءة .. كزرادست وقصة معراجه على السموات واعتكافه في الغابة وطقوس ديانتة وحتى عدد صلواته الخمس التي شرّعها في عقيدته ..
ولا ننسى مانو البابلي والذي أعلن انه أخر المبشرين والنبيين في عصور ما قبل الميلاد .. وغيرها من الأحداث والوقائع والتفاصيل الكبيرة والصغيرة والتي تم نسخها ونقلها بحرفيتها مع بعض التصرف من قبل .. ( المؤلف )

فلا جديد تحت الشمس آتى به كتاب المسلمين .. او نبيهم ... او حتى آلهتهم ..وما هو إلا نتاج تفاعل صاحب الدعوة مع ثقافات ولسانات كانت سائدة في تلك الحقبة ( هنالك بعض التحليلات والدراسات تقول بأن تأليف وصياغة القرأن هو عمل تم وضعه من قبل عدة أشخاص او جهات ...وخاصة التأثير اليهودي الذي نلمسه في أكثر من سبعين بالمئة من أيات القرأن... بحسبان المصطلحات الدخيلة عليه من عبرية وفارسية وآرامية وسريانية .. (بما يناقض نزوله بلسان عربي مبين ..!! ) إضافة الى التقطيع الشعري والموسيقي المغاير من سورة الى أخرى وحتى إختلاف أسلوب الخطاب الموجه الى العموم من أسلوب مهادنة ودعوة الى السلم الى أسلوب العنف والقمع والشدة ولا ننسى البعثرة والتشتت الموجود لأغلب المواضيع والقصص وبعثرتها في عدة سور وأيات تشير بشكل واضح على تدخل أكثر من شخص في إضافة العديد من النصوص في كل فترة زمنية وبحسب الظرف الزماني والمكاني  ..)

لكن مشكلتنا أيها السادة أننا شعوب لا نقرأ ولا نتحرى وخاصة في بلدان العالم العربي والإسلامي ولا نتبع أسلوب البحث والتحري والشك في منهجنا وطريقة تفكيرنا .. وإن قراءنا نقرأ بطريقة تعبدية ببغائية تعمي الأبصار والعقول .. لذلك نأخذ ما يقدم لنا على أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ..؟؟ وخصوصاً اذا كان المنتج قد غُلف بثوب القداسة ..!!

طبعاً لذلك أسبابه ودوافعه ومبرراته ربما في عهود خلت سرى فيها الإستبداد الفكري والعقائدي وكان يحارب فيه كل طالب علم وحقيقة .. لكن الوضع إختلف الأن في عصر الفضاء الحر والثورة الهائلة للمعلوماتية .. فلم يعد الأمر يستحق السكوت والتضليل والتسويف .. فالغطاء لا بد أن ينزع عن كل أمر يسيء الى الإنسان وحقوقه وحياته وحقه في الإختلاف والتمايز والتعبير عن الرأي ..

لكن كلمة الحق يجب أن تقال اذا أردنا أن نكون موضوعيين ومنصفين ...إن المسألة الوحيدة التي جاءت بها العقيدة والأيديولوجيا الإسلامية بكتاباتها وأدبياتها ومن دون التطرق لموضوع الإعجاز ( والذي هو بحقيقته وجوهره تعجيز أكثر منه إعجاز ) .. هي عقيدة القتل والإرهاب والإقصاء وتصفية الأخر المختلف عنه مذهبياً وفكرياً وعقائدياً وحتى بيئياً تحت عنوان ومسمى ... ( الجهاد في سبيل الله ) ...
تلك هي الثمرة الوحيدة المشوهة التي جاءنا بها الإسلام في كتاب لا ريب فيه ...!!..؟؟

فعبارات مثل ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الأخر ... فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ... وأقتلوهم حيث ثقفتموهم .. وأعدوا لهم مااستطعتم من القوة ومن رباط الخيل .. ترهبون به عدو الله وعدوكم .... وما قتلتموهم لكن الله قتلهم .. وما رميت اذ رميت لكن الله قد رمى ... ) وغيرها المئات من العبارات والإشارات التي تعتبر إنذار حرب وطوارىء ونفير عام على كل من يخالف تعاليم دولة الإسلام الناشئة .. او حتى يرميها بوردة ..!!

لا تستغرب عزيزي القارىء او تنصدم او تستنكر .. إن أية أيديولوجيا تنادي بأفكار وسلوكيات ما حتى نفهمها في سياقها التاريخي علينا النظر الى البيئة الإجتماعية والتركيبة الفكرية وللظروف والشروط الموضوعية التي نشأ وتربى من خلالها شخص صاحب الدعوة ( محمد ) فشخصية محمد نشأت في بيئة صحراوية قاسية كان أغلب سلوكها ومعيشتها تعتمد على السبي والغزو والقنص كنتيجة للبيئة القاسية من برودة شديدة وحرارة حارقة .. فالمناخ صعب وجاف مع ندرة وشح في متطلبات الحياة كالماء والأمطار والبحث الدائم عن الغذاء او حماية القطعان والأنعام .. جو تسود فيه الخرافات والغيبيات والتعصب القبلي العشائري الأعمى .. واذا أضفنا الى ما سبق إنتظار ما تبعث به السماء من أمطار او جفاف كل تلك العوامل مجتمعة إضافة الى التركيبة النفسية والمحيط العائلي والفوارق الإجتماعية السائدة في بيئة قريش كانت لها التأثير الأكبر في شخصية الفرد وصقلها وتطورها ومنها شخصية نبي الأسلام ( وحتى من ساهموا معه في صياغة تلك العقيدة الدينية ... وأكثر ما ينطبق عليه هو العبارات التي تدعو الى الحرب والقتل والإرهاب .. ) ..؟

وهذا بدوره إنعكس على اللغة والخطاب الذي جاء في كتاب المسلمين على لسان نبيه وإلهه المزاجي المتقلب من وراءه من جهة أخرى .. فالخطاب كان في بداياته موزوناً مقطعاً وشعرياً بتعابير موجزة تشبه الى حد بعيد أشعار شعراء الجاهلية كامرؤ القيس وأمية بن ابي الصلت وغيرهم ..(قد تعتبر كنوع من تخاطر الأفكار وما أكثرها في هذا الكتاب)..  إضافة الى النبرة السلمية والودية في أسلوب وطريقة تسويق الدين الجديد القادم الى بلاد الصحراء .. طبعاً هذا أمر كان لا بد منه لأسباب سياسية واستراتيجية بكل المقاييس كنوع من استقطاب الطبقة الفقيرة والمسحوقة عبر وعود السماء والجنة ومبدأ العقاب والثواب .. تلك حقيقة تاريخية لا ينكرها أي عاقل او مضطلع بتفاصيل الأمور .. وهذا من متطلبات تجميع وإنشاء وبناء شكل وهيكلية لمجتمع موحد ذو مركزية أوتوقراطية واحدة عمادها الدين ...

لكن الأمر لم يستمر على هذا المنوال بل إنقلب على أعقابه بعد أن تم الإنتقال الى مجتمع المدينة ( يثرب ) حيث بدأت تتشكل ملامح ونواة لدولة مركزية بعد أن أصبح أتباع الدين الجديد أقوى وأغنى مادياً وعسكرياً نتيجة الفتوحات والغزوات والغنائم ( تحت مسمى الأنفال ) ..؟
فكان لزاماً أن يتغير الخطاب الإعلامي والسياسي لتلك العقيدة في دستورها الأعلى ( قرأنها ) .. فتحول اللين والمودة والموعظة الحسنة والدعوة السلمية الى العنف والإقتتال والإرهاب والاقصاء وضرب الرقاب والتنكيل وكل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي ...!!!

ما الذي حدث يا ترى ..؟؟ هل يتغير الدين السماوي والعقيدة المنقوشة في اللوح المحفوظ ..!! بحسب الظروف والمتغيرات السياسية والعسكرية والإستراتيجية ومراحل القوة والضعف ..  أي هل يتناسب العنف واللين طرداً مع إزدياد القوة او نقصها ..؟؟
هكذا يوظف الدين والعقيدة والإيديولوجيا في خدمة السياسة والمصلحة ومقاليد الحكم .. أيها السادة .. حتى في أكثر الكتب والعقائد التي تدعي القداسة والسمو الروحي والمعنوي وحتى اللفظي ..!!

لكن ما غفل عنه هذا الكتاب وبغض النظر عن مؤلفيه ومخرجيه ...إنهم يتعاملون مع البشر أصحاب العقول المختلفة والأمزجة المتقلبة والرؤى المتجددة ( تماماً كتلك الألهه المتقلبة المزاج والتي تنحاز سياسياً الى فريق من البشر على حساب الفريق الأخر لترجّح كفة أحد الموازين عبر الدعم السماوي والملائكي الغير مفهوم والغير مبرر ) ..!!

وإن دعوة أصحاب ذلك الكتاب للطاعة والدخول والإنصياع لأوامر ونواهي هذا الدين الجديد سيكون على حساب بشر وأناس أخرين هم أيضاً شركاء على وجه هذه البسيطة ( لهم معتقداتهم وتجاربهم الشخصية ورؤيتهم وحريتهم في إتباع ما يرونه مناسباً وصحيحاً من وجهة نظرهم ) .. فكيف يبَرر لإنسان قتل الأخر بإسم المقدس والمتعالي فقط لأن الأخر يختلف في نظرته عنا سواء روحياً او عقائدياً او فكرياً .. وإثنياً وحتى ثقافياً .. فقط لأنه لا يقف في صفّنا وفريقنا .. اذا ما استبعدنا إنحياز المقدس سياسياً ومناطقياً وقبلياً .؟؟

أليس بهذا يهبط المقدس الى الدون والحضيض مهما كانت الأسباب والتبريرات والغايات .. تلك هي مصيبة وإنتكاسة وإعاقة أية أيديولوجيا او عقيدة شمولية سواء أكانت سياسية او دينية تعتبر وتسوق نفسها على أنها الوحيدة الجديرة بالإتباع وتقوم بإختزال وإلغاء وإقصاء الأخر بمنطق ذاتي عن طريق العنف الجسدي والتصفية والإرهاب الفكري ( ولنا في معظم العقائد الدينية أمثلة حية ولكن الإسلام هو أكبر وأوضح مثال حي وصريح وفاضح ) ..!!

لأن هناك حقيقة علمية أصبحت مسلّمة وبديهية.. إن البشر يتمايزون عن بعضهم بإختلاف البيئة والجغرافيا والتربية ودرجة الوعي والتحصيل العلمي وحتى البيئة والمناخ السياسي السائدة في بلد ما وفترة زمنية ما ( ومن دون التطرق الى علم الوراثة والإستعداد الذهني ) .. لذلك لا يجوز وبأي شكل او منطق تسويق أفكار مهما كانت قدسيتها وإلزامها وفرضها على الجميع في كل زمان ومكان كقطعان الأغنام بحجة السماء او مخططات الألهة بتعقيداتها وتركيباتها الغير مفهومة ..

إن الخطاب الذي يجب أن يسود في كافة المجتمعات هو خطاب العقل والمنطق القابل للتطور والتغير في كل مرحلة زمنية بحسب تطور وتشعب الحياة الإجتماعية ومتطلباتها وأولوياتها الإنسانية المتجددة .. أما تلك الكتب العتيقة الموروثة منذ عقود سابقة لا بد من الإتفاق على أنها لم تعد تصلح إلا ككتب تراثية توضع في المتاحف والمراكز الثقافية لمن أراد الرجوع إليها كنوع من الثقافة والمعرفة .. او أقله أن تبقى في منازل أصحابها ( بعد إعادة صياغتها وإستبعاد الأفكار المتطرفة والغير إنسانية فيها ..) ويتم إخراجها من سياق الأحداث المدنية للحياة العامة الإجتماعية وإبعادها عن وسائل الإعلام العامة والخاصة والتشريعات والقوانين السائدة في المجتمعات ..

لأن الإنسان المتمدن قد تجاوزها بمراحل كبيرة وخاصة مسائل التمييز بين الرجال والنساء وإلغاء العبودية والمساواة بالحقوق والواجبات واحترام كافة أشكال الحرية الفكرية والشخصية وحق الشخص في إعتناق او تغيير أي مذهب او عقيدة فكرية وروحية وبغض النظر عن مدى اختلافنا عنها .. ...

أيها السادة قد يرى البعض منكم اذا لم نقل الكثيرين أن هذا الكلام قاسي وهجومي وصدامي الى حد ما .. في بعض الأماكن لكن لطالما كانت الحقيقة مؤلمة وجارحة وقد لا تتلائم مع أهواء وميول الإنسان ..( فيكفي البشرية ما عانته وخسرته بإسم المقدس ونصوصه ولصوصه وتجاره من العبث والتدخل الوقح بحياتنا وتفاصيلها ) .. فالإنسان هو المهم والأهم في كل مواجهة وتحدي وصراع بينه وبين الأفكار والعقائد مهما لبست ثوب القداسة ..؟؟ ( وخاصة إن كانت هذه الأفكار متطرفة تدعو الى إلغاء وإقصاء الأخر المختلف عن أتباع تلك العقيدة وقداستها المزعومة ..)  وليكن شعارنا أن الإنسان يعلو ولا يُعلى عليه ..

حتى يصبح هذا المنهج هو أسلوب عملنا وطريقة تفكيرنا في صياغة كل تشريع او مخطط يتعامل مع حياة الناس ومستقبلهم بشكل فعّال وديناميكي نحو مستقبل أفضل للبشر .. لا يتم فيها قهر الأخر وإذلاله واقصاءه وتهميشه وقمعه نتيجة لأفكار وعقائد غيبية (من الماضي القديم الغير موثوق المرجعية) أصبحت بعيدة عن إنسانيتنا ومدنيتنا قد لا نعلم مدى صوابيتها وحقيقة نشأتها .. وحتى لا يصبح مسار حياتنا هو التراكض وراء أوهام بائدة وزائلة تضر بالإنسان أكثر مما تنفعه فليصبح شعارنا وسلوكنا هو أن الإنسان يحيى بإنسانيته وأخلاقه (لا بديانته وعقيدته) ومدى مساهمته الإيجابية في الناتج الفكري والثقافي والمعرفي لخدمة أخيه الإنسان ...


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com