الخميس، 22 مايو 2014

الدين والعلم ... وجهاً لوجه !؟.

إن الدارس للفكر الديني وأدبياته يلاحظ أول ما يلاحظه في خطابه هو هذه الديماغوجية والروحانية المضخمة بشكل كبير فنظرة الدين الى كل شيء إبتداءاً من أصغر مكون وحتى الانسان والموجودات والكواكب تبدأ بالروحي والمعنوي وبالتالي هذا يفترض حتماً وبحسب زعمها أن وراء وجودها هو الألهة القابعة في السماء بما لها وما عليها .انها الدوغمائية بأبها حلتها وهي التسليم بالأزلي والمقدس بدون أدنى منطق علمي أو رياضي او حتى دليل حسي .

وبالتالي فسبب وجود ونشوء كل ما نراه من العالم المادي يرجع في تفسيره الى ذلك المعنوي والروحاني .. وهذا ما أدى الحال به الى ما عليه اليوم من تناقضات هذا الفكر الديني مع العلوم الوضعية .
أما العلم فهو يعتمد المنطق والعقل القائم على الدليل الحسي والبرهان الرياضي كالنظريات والتجارب المخبرية والعملانية والتي تحاول تفسير نشوء الحياة ومنها الأنسان في هذا الوجود المادي .

المشكلة في الفكر الديني انه بدأ بداية خاطئة وبالتالي فمن الطبيعي أن يصل الى نتائج خاطئة لأنه إعتمد على الفلسفة الغيبية والميثيولوجيا إضافة الى شرطي العلة والحكمة فلكل شيء علة وحكمة من وراء وجوده وخلقه (لكل شيء سبب ومسبب وبالتالي هذا يفترض أسبقية المعنوي على المادي ) وقد أستشهد الفكر الديني على أمثلة وشواهد معروفة لدى الجميع ومنها (إن الأثر يدل على الدابة والبعرة تدل على البعير وبالتالي فالمخلوقات والمصنوعات تدل على الخالق أو الصانع )وهذا ما أدى به الى تفسير وجود الأنسان بأنه مخلوق وهذا يفترض وجود خالق وهو يستدل على ذلك من الكتب السماوية (الفضائية) مع إغفال الدين الى نقطة أساسية وجوهرية ألا وهي أنه (لا أحد شاهد منذ بدء الوجود او الخليقة) كيفية ظهور الحياة او الانسان على سطح هذا الكوكب او ذاك حتى ينادي بالخلق أو بالتطور والإرتقاء ..

المشكة الحقيقية هي في بداية النظرة الى الوجود المادي والانساني البشري فان نظرنا اليه على انه مخلوق فالجواب الطبيعي يفترض وجود خالق او صانع ولكن الحقيقة غير ذلك تماماً لاننا لو نظرنا من زاوية أخرى الى الامر لوجدنا ان هذه الماديات هي موجودات وليست مخلوقات وهنا الفرق كبير بين الاثنين (فلم يعد أحد من الموت ليخبرنا بالحقيقة الفصل )

ان النظرة الدينية الى كل شيء تعتمد الغيبيات وترجىء ذلك الى تدخل سماوي حتى وصولنا الى هذه المرحلة من التعقيد في البنية الحياتية وهذا كله لاعطاء بعد روحي وقيمة ذاتية وقدسية لوجودنا على هذه البسيطة مع ان الامر ربما يكون ابسط من ذلك بكثير لنأخذ مثال صغير ان فرضية الخطاب الديني في صنع الانسان وخلقه ..ان الله خلق الانسان من طين او تراب ومرة من صلصل وفخّار ..؟؟

فهذا يفترض وبعملية تحليل بسيطة ان جسم الإنسان يحتوي على كميات كبيرة من السيليكون والذي يشكل بدوره حوالي (80 %) من التراب المصنوع منه الانسان ولكن لحظة واحدة فقط .. ان العلم الحديث يقول وعبر الدليل الرياضي والتحليل الكيميائي بأن جسم الانسان لا يحتوي إلا على نسبة (0,08 )من السيليكون والذي هو المكون الاساسي للتراب او الطين
هذه إحدى الأمثلة الكثيرة التي قدمها لنا الفكر الديني والتي ثبُت خطائها وفشلها والحبل على الجرار كما يقال ...

المشكلة مع الخطاب الديني انه اغلق الابواب على البحث والتقصي حول نشوء وظهور اشكال الحياة على هذا الكوكب والكواكب الاخرى فهو يقدم افكار جاهزة ومعلبة انتهت صلاحيتها عبر تقادم الزمن بل يقدم نفسه على انه المرجعية لكافة العلوم الفيزيائية والرياضية والمعرفية وبالتالي يفترض امتلاكه للحقيقة المطلقة بالعموم حول معرفته الكلية لكل شيء ونسبتها الى كائن افتراضي غير معروف وواضح المعالم بالنسبة للانسان على الاقل (مع الملاحظة إن كل الكتب السماوية وكتّابها لم يعطوا اي وصف حقيقي ومقنع أو عقلاني لهذه الكائنات وتاريخها النضالي ومواعيد تدخلها او عدم تدخلها في حياتنا والشروط والظروف الموضوعية التي تساعد أو تسرع في عملية ظهورهم وكسرهم لهذا القيد أو حاجز الخجل الذي أوقعوا أنفسهم فيه ...؟؟)

ولكن في المقابل ان العلم ينحو منحى أخر عقلاني وموضوعي فهو لا يدعي امتلاكه للحقيقة المطلقة والكلية ولا يقدم نفسه على انه المرجعية لكل شيء فهو قابل للنقاش والتطوير والبحث والاخذ والرد في كل عصر ومرحلة زمنية وبالتالي عندما يقدم لنا تفسيره حول نشوء الحياة عبر نظريات وحقائق فهو لا يدعي كمالها وقدسيتها وانما يقول لنا بالفم الملأن انه اّخر ما توصلت اليه حتى هذه اللحظة وبالتالي هذا يفترض انه بعد عدة عقود او قرون قد يثبت عدم صحتها او صوابيتها وذلك عبر اكتشافه لامور وتوصله لنظريات أدق واشمل .. وهذا هو الفرق الحقيقي والجوهري بين الاثنين إضافة الى ان العلم لا يلزم احد بتبني افكاره ونظرياته وبالتالي هو لا يرتب اية عقوبة او تبعة على عدم إتباعه او الولاء له بعكس العقيدة الدينية والتي ترتب على عدم إتباعها او انكارها القتل والتقطيع وسوء العذاب من تلك الصور الدرامية التي نراها في ادبيات ذلك الفكر الديني الاقصائي المتناقض مع ذاته ..(مع الأخذ بالعلم ان الدين قدّم كل ما في جعبته وألقى بأوراقه كلها دفعة واحدة ولم يعد يمتلك أي جديد يقدمه .. أما العلم فما زال لديه الكثير من الأوراق والجواكر ليلقيها تباعاً وبشكل مستمر ومتواتر .. وهذا أيضا فرق كبير وجوهري )

ان الصراع الوجودي والمصيري بين الفكر الديني من رجاله وأدواته ومن ورائهم ألهتهم الخجولة التي لطالما تخشى الظهور امام البشر (ربما لانها تخشى الحسد او صيبة العين بحسب معتقداتها هي ) وبين العلم ورجاله الجنود الحقيقيين في الميدان الانساني ان هذا الصراع هو بين من يدافع عن مصالحه ونرجسيته ومكانته الدينية والقدسية والنفعية بإمتياز عبر تعتيم الحقيقة والفكر الحر لمصالح شخصية لبعض الأفراد والمؤسسات الدينية والايديولوجية وبين العلم الذي يحاول البحث عن الحقيقة بأدوات معرفية ورياضية وذلك لتحسين ظروف الحياة والمعيشة عبر نبذه للأفكار اللاعقلانية والعبثية والتي قامت على فلسفة الغيبية والاسطورة والقدرية والاتكالية وبالتالي منطق السلبية واللامبالاة في المجتمع وعلاقة الانسان بالاخر والمجتمع .

ما أعظمك أيها العلم .. انا على يقين بأن العلوم الحديثة ستحقق قفزات ومفاجأت مذهلة ومدهشة ربما في المستقبل البعيد لذلك علينا أن لا نحاول التذاكي على البعض بأن العلوم قاصرة على فعل الكثير لأنه وللحقيقة فأن عمر العلوم الحديثة لا يكاد يذكر فهو لا يتعدى مئات السنوات وبالتالي فهو مازال في ريعان الشباب إذا ما قيس بعمر الأنسان (والذي يقدر بألوف السنوات ) او كوكب الأرض (والذي يقدر بمليارات السنوات والسنين ) على أبعد تقدير .. فالحقيقة لا بد أتية في يوم من الأيام ولكن للأسف لن نكون نحن (أي قارئي هذه السطور) موجودين لنرى الحقيقة ساطعة سطوع الشمس في كبد السماء ...؟


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54 
              e.mail:ihab_1975@hotmail.com

 

الاثنين، 19 مايو 2014

#الزواج المدني .. ضرورة أم رفاهية ..؟؟

قيل قديماً الانسان عدو ما يجهل لقد صمدت هذه المقولة عبر التاريخ البشري وبالتجربة فالانسان بكل أبعاده وتفاصيله وبغض النظر عن مدى ثقافته ووعيه وإنتماءه الطبيعي او الديني ولذلك وخاصة في مجتمعاتنا العربية تراه يبدي رأيه ويفتي في ما يعلم وما لا يعلم وقبل ان يحيط بكل جوانب القضية وتفاصيلها حتى ترى البعض يجيبون او يعارضون حتى قبل أن تنتهي من طرح سؤالك أي إنهم يطلقون النار قبل ان يرصدوا العدو من الصديق ..!!
إنه زواج مدني أيها السادة .. وليس زواجاً عسكرياً او حربياً .

لقد حظي الزواج التقليدي او ما يعرف بالديني بالكثير من الاهتمام قديماً وحديثاً وأختلط التشريع فيه بين السماوي والأرضي حتى أصبح كنوع من أنواع التابو لا يجوز المس به او الإقتراب منه بإعتباره أصبح عامل استقرار كما يحلو لكثير من رجالات الدين من مختلف الطوائف أن يسموه ويصفوه .

بينما الزواج المدني الحديث العهد نسبيا كتقنين فلم يلقَ الإهتمام من قبل الباحثين ورجال الفقه والقانون إلا مؤخراً وذلك لعدة أسباب منها السياسي او الديني والإجتماعي او الإقتصادي وتشابكاتها وتداخلاتها ولكنه عاد مؤخراً ليفرض نفسه كضرورة في العديد من البلدان لضرورات حياتية وإجتماعية او حتى سياسية بعد أن أصبح يشكل عامل استقرار وتآلف بين أفراد المجتمع المختلط والمتنوع دينياً وإثنياً .

فالزواج المدني على ما عرفته العديد من تشريعات الدول المتقدمة هو عقد زواج بين شريكين من أتباع ديانتين مختلفتين او شخصين من نفس الطائفة أي هو عقد قانوني بين طرفين مختلفين في الجنس والعقيدة الدينية يتم توثيقه في مقر رسمي (الحكومة) وبحضور الشهود والكاتب وبموافقة الطرفين ويقوم على الحب المتبادل والرغبة في تأسيس أسرة تتمتع بكامل الحقوق الإجتماعية والمدنية والإقتصادية أمام القانون ويتم تسجيله في سجلات الدولة وهو خاضع للقواعد القانونية المدنية التي حددها المشرع ويضمن هذا العقد حقوق كلا الزوجين بالمساواة في حالة الطلاق .
فالزواج بهذا المنظور علماني إنطلاقاً من مبدأ فصل الدين عن الدولة وبالتالي فهو يُسقط كل الفوارق الدينية التي تمنع من الزواج او الموجودة في ذهنيات الكثيرين المتخلفة .

وبنظرة شاملة نرى أن معظم دول العالم المتمدن إضافة الى بعض الدول الاسلامية أقرت مبدأ الزواج المدني بإسلوبين إما إلزامي كدول مثل (فرنسا - السويد- سويسرا- المانيا- ايطاليا- بلجيكا - روسيا - رومانيا- النروج- برازيليا اللاتينية )او بشكل إختياري كدول مثل (امريكا - بريطانيا - اسبانيا- اليونان - تركيا )
قد يعتقد البعض أن هذا الزواج عبثي ومن دون ضوابط او قد يشرّع لعلاقات مشبوهة وغير أخلاقية ولكن لحظة عزيزي القارىء ... لا تستبق الحكم فهذا الزواج له شروط يراها البعض أقسى من غيرها ومنها :

1-عدم وجود زواج ثاني (أي أن لا يكون الزوج متزوجاً بأخرى وذلك أنطلاقاً من احترام المرأة وكرامتها )
2-ان يتم الإبلاغ عن النية بالزواج قبل 15 يوماً من تنفيذ هذا الزواج (ليتم الاعتراض من قبل من له سبب وجيه )
3-في حال نشوء أي مشكلة بين الزوجين فعليهم الإنتظار مدة 3 سنوات ويمنع عليهم طرح المشكلة على أي مرجع قضائي قبل انقضاء الثلاث سنوات من الزواج ويسمح فقط في حال (الخيانة الزوجية وفي حال الغش والإكراه )والنزاع طبعاً يطرح أمام المحاكم المدنية .
4-اضافة الى الشروط الاساسية التي يتوجب توافرها في أي عقد آخر كالرضى والأهلية والموضوع والسبب .

ومن جهة آخرى نلاحظ بأن الدين أخذ موقفاً معادياً ومعارضاً من الزواج المدني لأسباب لا يخفى على أحد ذكرها فهو يسحب البساط من تحت أقدام رجال الدين والدنيا .. ويحد من صلاحياتهم في التسلط على رقاب العباد .

فنرى الدين الاسلامي في غالبية آراء فقهاءه عارض بشدة فكرة الزواج المدني لأنها تتعارض مع مبادىء وأحكام الشريعة الاسلامية وخاصة فيما يتعلق بتعدد الزوجات والسماح بالطلاق وفق شروط معينة إضافة الى منع زواج المسلمة بغير مسلم ومسائل تتعلق بالإرث والحضانة .

أما في الديانة المسيحية فالزواج عندهم سر من أسرار الكنيسة ..؟!!(مع العلم وبحسب رأيي المتواضع إنه شأن انساني وبشري بحت ) ويتم بمباركة رجل دين مسيحي إضافة الى أنه رابط أبدي ( فما جمعه الله لا يفرقه انسان ) فلا يوجد طلاق في المسيحية وإنما إبطال للزواج من هذا المنطلق اعتبرت الكنيسة الارثوذوكسية الزواج المدني غير محبذ بينما ذهبت الكنيسة الكاثوليكية الى موقف أكثر تشدداً وإعتبرت أن الزواج بين مسيحيين كاثوليكيين لاغياً وغير موجود بحكم القانون وخاصة لأبناءها الملتزمين بإيمانهم بالمسيح والشرائع المقدسة وبالتالي فهم يحرموا من تقبل الاسرار ..؟!

فلنبتعد عن الأراء الدينية المعقدة ولنعد الى الحياة المدنية إن الزواج المدني بطبيعته هو أقرب الى الشرعة الدولية لحقوق الانسان وإتفاقية القضاء على أشكال التمييز ضد المرأة ويعتبر خطوة هامة لمبدأ تحقيق المساواة بين الجنسين ومحاربة الطائفية البغيضة والتمييز بين الناس على أساس ديني لا ذنب لهم فيه سوى أنهم ورثوه مع العديد من المعتقدات والعادات البالية والكريهة التي قد لا يقتنع بها الشخص ولكن يتم حقنه بها ..

وقبل أن نسمع أصوات التكفير والتكبير من قبل عقليات الإقصاء والتعتيم التي تطلق النار على الزواج المدني وقد تعتبره شيطاناً او ابليساً .. لا بد أن نوضّح بعض الفوارق بين الزواج المدني والديني والتي سنلاحظ بأنها ليست بتلك السوء والدونية بالنسبة الى الزواج المدني بل على العكس فهي قمة التجسيد لمبدأ المساواة والعدالة ..

ففي الزواج الديني علاقة الحب مبدئيا ليست شرطاً قانونياً إضافة الى رضى الطرفين ورغبتهما في الزواج وشرط موافقة ولي أمر الزوجة ..!! وبلوغ سن الزواج وهو 15 عاماً للذكر و13 للانثى سنداً للمادة 18 من قانون الأحوال الشخصية السوري كمثال على ذلك .
ويعقد الزواج الديني في المحاكم الشرعية من قبل مأذون شرعي او كاهن الكنيسة بحسب طائفة الشخص أما تسجيل الزواج فيتم عن طريق الهيئة الدينية التي عقدت الزواج وعلى أساسها يتم تسجيله في السجلات المدنية أما المسكن فهو مشترك وعند المسلمين يلزم الزوج بتأمين المنزل ويحق له إتخاذ قرار السكن بالمنزل لوحده \ واجب شرعي \ والأطفال طبعاً يتبعون دين وطائفة الأب ويسجلون على اسم عائلة الأب .
بالنسبة للإرث يشكل الاختلاف في الدين مانعاً من التوارث مادة 264 احوال شخصية .. كما أن للذكر مثل حظ أنثيين وفي الحقوق والواجبات هناك تمييز بين الرجل والمرأة وخاصة في الطلاق المنفرد ونصيب الإرث .

وبالمقابل في الزواج المدني فعلاقة الحب ليست شرطاً قانونياً وإنما هي شرط توافقي بين الطرفين فلولا وجود هذا الحب لن يكون هناك زواج ويشترط رضى الطرفين ورغبتهما في الزواج دون شرط موافقة ولي الزوجة لأن الطرفين متساوين في الحقوق والواجبات أما سن الزواج فهو 18 عاما ًللذكر والانثى والجهة التي تعقد الزواج هي المحكمة المدنية الواحدة لأبناء كل الطوائف (او البلدية او كاتب العدل كما في بعض الدول) .
ويتم تسجيل الزواج في السجلات المدنية للدولة والمسكن مشترك ولا يقع عبئه على طرف دون الأخر أما بالنسبة للأطفال فيسجلون على اسم عائلة الأب ويتبعون دين وطائفة الأب في حال لم يتم إجراء شطب للطائفة في السجلات المدنية وبالنسبة للإرث فلا يشكل إختلاف الدين مانعاً من الإرث
وفي الحقوق والواجبات لا يوجد أي تمييز بين المرأة والرجل بل مساواة كاملة ويكون الطلاق بقرار مشترك من الزوجين او من أحدهما في حال رأته المحكمة مبرراً ووفقاً للشروط السابق ذكرها ..

وبعد هذا العرض البسيط نصل الى نتيجة بأن للزواج المدني عدة ايجابيات ويقدم حلولا عديدة أهمها :
1-حل لمشاكل ذات طابع عقائدي كعدم استطاعة المرأة المسلمة الزواج من غير مسلم لأنه مخالف للشريعة ..؟؟!!
2-حل لمشاكل الإرث التي نراها في الزواج الديني والذي يمنع التوارث في حال إختلاف الدين بين الزوجين
3-حل لمشكلة الإحتيال على القانون من خلال اللجوء الى تغيير الدين والطائفة للإلتفاف على  شروط الزواج الديني
4-إلغاء مشكلة التطاول على القضاء المحلي من خلال خضوع رعايا الدولة المتزوجين مدنياً الى قانون الدولة التي تزوجا فيها مما يعتبر معه تطاولاً على إستقلالية القضاء
5-وأهم أمر هو أن الزواج المدني يساعد على تحقيق الإنصهار الوطني والإنفتاح بين مختلف شرائح المجتمع وإلغاء الفوارق الدينية المصطنعة أي أنه يحقق المساواة لكل أبناء المجتمع بخضوعهم الى قواعد مشتركة وواحدة .

وفي تشريعنا السوري الخاص بالزواج والذي يعتبره الكثيرون بأنه أقرب الى الزواج المدني ..؟! نرى قانون الاحوال الشخصية يتضمن نصاً عاماً يقول بأن (العقد شريعة المتعاقدين) ولكنه نص عام وأي نص عام في القانون عندما يتعارض مع نص خاص فالخاص يقيده وبالتالي يتم العمل بالنص الخاص .

فقاعدة العقد شريعة المتعاقدين التي تحكم الزواج .. يقيدها نص خاص في قانون الاحوال الشخصية السوري وتحديداً المادة 48 فقرة 2 التي تقول
(إن زواج المسلمة بغير المسلم باطل ..) إلا أن نفس القانون يجيز زواج الرجل المسلم بغير المسلمة أمام المحاكم الشرعية ذاتها .. وهذا تناقض عجيب يذكّرنا بسياسة الكيل بمكيالين ...وهذا البطلان يقضي بأن لا يسجل هذا الزواج في المحكمة أي إن هذا الزواج من وجهة نظر الشريعة هو زنى والأولاد هم أبناء زنى فهو زواج باطل إضافة الى موضوعات آخرى تتعلق بالإرث وحقوق الأولاد .
فلا بد من وضع قواعد مشتركة لكافة أبناء البلد الواحد .. إذا أردنا بناء دولة عصرية قائمة على مجتمع مدني وقانوني

وفي الختام ومن نافل القول لا بد من الإشارة الى أن الزواج المدني بغض النظر عن مؤيديه ومعارضيه يقدم حلول لقضايا ومشاكل ذات بعد اجتماعي وانساني باتت لا تخفى على أحد وخاصة في ظروف بلادنا في هذه الايام ...فالزواج المدني حالة ضرورية وصحية ومطلب انساني بحت لكل انسان يعشق الحرية الحقيقية بصرف النظر عن جنسه او دينه وعقيدته وبغض النظر عن علاقة هذا الشخص او ذاك مع السماء وما لها وعليها ..
فحقوق الانسان أهم وآسمى من كل حقوق الأرض والسماء مجتمعة لأنها ببساطة حياة الإنسان وليست حياة أي كائن فضائي آخر

فالزواج المدني ليس ديناً جديداً او مذهباً قادما ًمن الجحيم ليقض مضاجع رجالات الدين وسماسرتها فهو حق من حقوق الانسان الطبيعية في الإختيار والعيش مبني على العدالة والمساواة يهدف الى بناء مجتمع مدني قائم على المساواة بين كافة الافراد رجالاً ونساء ..فعلينا جميعاً أن نساهم في تشريعه وإقراره إنه يوفر الضمانة الحقيقية لتماسك البلاد .. أفراداً وجماعات بغض النظر عن التقسيمات التي فُرضت او فُصّلت للبشر نتيجة الولادة او الوراثة .. او الجغرافيا والتاريخ العتيق متجاهلة الإنسان بكل أبعاده ورغباته ومشاعره ..

بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم - www.facebook.com/ihab.ibrahem.54
              e.mail:ihab_1975@hotmail.com

الاثنين، 12 مايو 2014

صناعة الحرب .. صناعة الموت بإمتياز..!!

إن الدارس والباحث لمنحى التطور البشري والمجتمعي في معظم البلدان وتشابك أو تناقض علاقاتها مع بعضها البعض سيتوصل الى نتيجة حقيقية وواحدة عبر نظرة شاملة بعد تحليل جزئي وعميق وتقاطع المحاور المسببة لكل المشاكل والصراعات والمآسي التي تعاني منها الشعوب والبلدان على إمتداد البسيطة ألا ومفادها أن هناك شيء ما يحدث وراء الكواليس وفي الغرف المعتمة والمظلمة ..؟؟

فالسياسة على إختلاف تعاريفها تهتم بالشأن العام الداخلي والخارجي للفرد والمجتمع عبر تداخلها مع المصالح وعلم الإجتماع والأقتصاد والنمو السكاني والأستهلاك العالمي الى أخر ذلك من عوامل وأسباب ودوافع تتشابك وتتظافر مع بعضها البعض لنشوء أو فناء أو تطور أو تراجع المجتمعات والبلدان .

وهذا ما كان في عمق وصلب إهتمامات وأولويات سادة العالم وحكّامها عبر كافة العصور وخاصة في القرون الاخيرة فحكام وسادة العالم الخفي والسفلي أدركوا أن مفاهيم ومصطلحات كالحرية والعدالة والمساواة والديموقراطية والإستقلال وحق تقرير المصير والسيادة هي مفاهيم وقيم ستعمل على الحد من مصالحهم السادية المتنامية بشكل سرطاني كبير وهذا بحد ذاته معركة ستكون في غير صالحهم على المدى البعيد لذلك عمد هؤلاء من خلال ما يمتلكونه من نفوذ مالي وإقتصادي هائل على التوغل كالفيروس في كل مفاصل الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية .
لقد أصبح الهدف واضحاً أمام ناظريهم ألا وهو السيطرة على أماكن صنع القرار عبر العالم ككل ......!!!!

لقد قام جهابزة وعلماء أولاءك السادة العظام من مفكرين سياسيين وعسكريين وإقتصاديين وعلماء فلسفة وعلم إجتماع وحتى إعلاميين بتقديم دراسات وإعداد تقارير وشروحات تفصيلية عن الواقع الديموغرافي والروحي والديني والإجتماعي والإقتصادي لكل المجتمعات والبلدان لإيجاد ثغرات ونقاط ضعف يمكن إستخدامها والتسلل عبرها للسيطرة على العوالم المترامية الأطراف .

في القرن الماضي وتحديداً عام 1975 تم إجتماع كبار السادة والمفكرين في هيئة أو مؤتمر أطلق عليه اسم (نادي روما) وضع خلاله هذا المؤتمر معادلة تتألف من ثلاثة محاور لتقسيم الواقع ألا وهي : - السكان - توزيع الثروة - الموارد الطبيعية ... إنتهت الى خلاصة مفادها أن عدد السكان في تزايد كبير بينما الموارد الطبيعية على إختلافها في تناقص لذلك فالصراع الحقيقي سيكون على توزيع الثروة أي النفوذ لأن من يمتلك الثروة سيمتلك النفوذ بمختلف الأحوال وبالتالي الحل كان هو الحد من زيادة عدد سكان الأرض عبر وسائل عديدة أهمها :

- صناعة الحروب بمختلف أشكالها الدينية والإثنية والطائفية والعسكرية الأمنية عبر اللعب على الإختلافات العرقية والدينية والمذهبية والجيوسياسية وتحويلها الى خلافات .. أي صناعة الأيديولوجيا التي تمهد لظهور بوادر الحرب والخراب في كل مكان من على سطح الأرض .

وبالتالي هذا يتطلب وجود عدو دائم لكل أمة ومجتمع تتوفر فيه الشروط والظروف الموضوعية المؤهلة لبوادر التناحر والإقتتال عبر تغذية وخلق هذا العدو في كل زمان ومكان من عمر البشرية لذلك ظهرت في العصر الحديث مفاهيم و مصطلحات عريضة كعنوان صراع الحضارات والقوميات مروراً بالعقائد الدينية وكان آخرها عنوان أو مصطلح الأسلام هو العدو القادم الى هذا العالم عبر الأسلام السياسي والمنظمات الإرهابية والتكفيرية التي هي صناعة رأسمالية بإمتياز ..

وللعمل على هذا الجانب كان لا بد من إتباع الوسائل والأليات التالية :
إتباع سياسات إقتصادية إستعمارية عبر إستغلال ونهب ثروات الشعوب والبلدان الغنية بالموارد والثروات الطبيعية ولكنها ضعيفة عسكرياً وأمنياً وهذا بعد أن تكون أنهكتها الصراعات والحروب الداخلية أو الخارجية فتأتي الحلول الجاهزة والمعلبة لتكمل عملية النهب عبر تقديم وصفات إقتصادية يكون لبوثها المساعدات والقروض والتسهيلات الإئتمانية من البنوك الدولية والهيئات الإغاثية التي هي في الأصل أدوات بأيدي أولاءك الشياطين الحقيقيين .

- السيطرة الإعلامية وتتم عبر السيطرة على صناعة الخبر والمعلومة أولاً وتعليبها ثانياً ومن ثمَ تقديمها الى الناس بمفاهيم جديدة وعصرية تناسب مخططاتهم وتلعب على الوتر العاطفي والغرائزي للإنسان والمجتمع ككل ...
فتروج لمفاهيم مثل إن الحق والعيش والبقاء هو للإنسان المنتج والفعّال وهو من يستحق العيش والبقاء ..!!؟؟

مع الأخذ بالعلم إن تلك المجتمعات البشرية هي ضحية ونتيجة للإستغلال والنهب الممنهج عبر التاريخ قامت به تلك الفئات القليلة التي لطالما إعتاشت على إمتصاص دماء البشر ...

كما كان للسيطرة والنهب الممنهج عبر العقود الطويلة أن أدى لتطور تلك الدول عبر إمتلاكها للثروات من أن يؤدي الى لأحتكارها للتفوق التقني والتكنولوجي لوسائل وأدوات الصناعة والإنتاج بمختلف أشكالها مما اتاح لها وبشكل كبير عبر منظماتها وهيئاتها وشركاتها العابرة للقارات من زيادة السيطرة على باقي شعوب المناطق الفقيرة وإقاعها بمآزق وحروب دائمة عبر إيهامها بوجود ذلك العدو الخفي والدائم الحاضر في كل لحظة للإنقضاض على ثروات وتاريخ وثقافة ومستقبل تلك الشعوب المغلوب على امرها .

لذلك فتفاقم الحروب والأزمات وإستمراريتها هو صناعة بشرية شيطانية بإمتياز تمت بدراسة متأنية وبعقل بارد لخلق أزمات عالمية إقتصادية وعسكرية وأمنية في كل منطقة من هذا العالم بهدف بيع وإستهلاك أدوات ومنتجات الحرب ألا وهي الاسلحة العسكرية لإستنزاف خيرات الشعوب والبلدان ليتم لهم الهدف الحقيقي والبعيد ألا وهو تجميع الثروة وأحتكارها بيد قلة قليلة لا يتجاوز عددها المئات في هذا العالم وبذلك تدوم لهم السيطرة والنفوذ المالي المرعب مدعومين بأدوات مرتهنة لهم من هيئات ومؤسسات وشركات تعمل في الظاهر على أن هدفها إنساني بحت لكن في الحقيقة هي تنفذ مخططات مدروسة وممنهجة وبرامج محددة في كل زمان ومكان لخدمة الأسياد ... حكّام العالم وسادته الخفيين .

وفي المحصلة إن التحدي كبير والهدف أكبر على المستوى الإجتماعي والسياسي والإقتصادي لمحاربة تلك المخططات الشيطانية وبالتالي على الدول والمجتمعات التي تود النهوض والتقدم الى ركب الحضارة من الإعتماد اولاً على المخزون البشري الذاتي والموارد الطبيعية في أي بلد وأٌمة وإتباع سياسات واضحة المعالم هدفها إعادة بناء الفكر الأنساني وتكريس مفاهيم الوطن والمواطنة وتشجيع روح الإبداع والإبتكار وتحمل المسؤوليات إضافة الى المحاسبة الجادة في محاربة الفساد والمفسدين وخاصة المرتبطين بسياسات عابرة للقارات هدفها هو خدمة المشروع العالمي الكبير في تفتيت الأنسان أولاً والمجتمع ثانياً عبر صناعتها لثقافة الموت والحرب ...

لذلك فشعارنا في المرحلة القادمة يجب أن يكون هو صناعة ثقافة الحياة والسلام رغم أن التحدي كبير لذلك فعلينا أن نكون على قدر التحدي والمسؤولية وإلا لن يشفع لنا بعد ذلك أي مبرر ولن تقوم لنا قائمة بعد ذلك عبر التاريخ البشري والإنساني ....

 بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54 
              e.mail:ihab_1975@hotmail.com


 

أنت أيها الإنسان ..

أيها الإنسان.. أيها المارد الجبّار.. الثائر المناضل المقاتل الشرس في هذا الكون الشاسع المترامي الأطراف أنت صانع الأمجاد والبطولات والإنتصارات .. الأفراح والمآسي .. الهزائم والإنتكاسات والإنكسارات .
لقد صارعت كل مجاهل الحياة ومفاصلها بعشوائيتها وعبثيتها وتغلبت عليها في الكثير من الأوقات والأحايين  فأنت من أعطيت لتلك التفاصيل قيمتها وأبعادها ..

لك تقرع الطبول والأجراس اليوم وغداً.. لك ترفع القبعات وتنحني الهامات ..
قاطنوا السماء وسكانها المتوارين عنك خجلاً وحياءً لربما يحسدوك على صراعك وكفاحك اليومي المتعاقب المتجدد ويرمقونك بنظرات الغيرة والإعجاب وحتى الإكبار والإجلال .. بينما هم في روتينهم السرمدي الممل السقيم .. وكيف لا ..؟؟
وأنت هو كبيرهم وكبير سادتهم ورافع رايات خلودهم ..إن وجدت ..!!

فتلك الألهة في حكمتها وعبثيتها لن تتجرأ على فعل ولو جزء قليل او يسير مما فعلته وتفعله وتصنعه وتخلقه وتعلّقه على جبين التاريخ والجغرافيا .. ومن يتجرأ غير الإنسان .. إنه إله الجرأة
فمن يمتلك الجرأة والشجاعة والإقدام والجنون وحتى العشق سواك أيها الإنسان .. أنت هو الماضي والحاضر والمستقبل بكل تفاصيله وأبعاده وتعقيداته وتناقضاته المضحكة المبكية .

من دمك ودموعك وعرق جبينك وصراخك والآمك وتوسلاتك وإستغاثاتك صنعت وأعطيت للحياة معناها وعبقها كما أعطيتها ألقها وأنبعاثاتها .. أما تلك الألهة العتيقة فمن أين لها بالدماء حتى تستحي وتخجل .. فهي لمّا تلبي نداءً أو تطعم جائعاً أو تكسي عرياناً بل أنت من يتصدى لكل تلك البطولات والمسؤوليات .. رغم وعودها الفارغة بتلبية الدعاء والنداء ... أما الدموع فلم ولن تعرفها أبداً لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

فيك تجلت وتبعثرت الخطى ومنك إنبثقت الأحلام والتجليات والرغبات بحلوها ومرها بخبثها وحياءها ..

غضبك وحبك وعشقك وشغفك وأنانيتك .. تواضعك وتسامحك سلبيتك وإيجابيتك من أعطت للأشياء انطباعاتها وانعكاساتها وحتى تجلياتها .
أنت يا سيدي هو المقدس والسامي والعالي والمتعالي .. أنت من يعلو ولا يعلى عليه فلا مقدس او مبجّل او سامي ولا حتى قدير إلا أنت وحدك لا أحد سواك .

فالمقارنة بينك وبين أي شيء دونك من مقدس وسرمدي ولا نهائي هو هراء .. فقط مجرد هراء ..
فأنت بداية النهاية ونهاية البداية .. فلا مستحيل يثنيك عن عزمك وإرادتك فأنت من هو فعّال لما يريد ... أما تلك التصورات والروايات والحكايا والغيبيات التي تدّعي ولطالما إدعت وتشدقت بما ليست هي عليه فتلك لعمري من سخريات الأقدار وعظائم الأمور .

فتلك المقدسات التي لطالما حاولت تثبيط عزيمتك وإرادتك وتجميد فكرك وعقلك وإبداعاتك وإنطلاقة خيالاتك لهي من أكبر اللعنات والمصيبات والإنتكاسات التي حلت وألمّت بعالمك وأعاقت طموحاتك ونضالاتك وصراعاتك المستمرة لتحقيق ما هو أفضل وآسمى للبشرية والإنسانية .
كم من بني جنسك فتكت به وأذلته وأعاقة تقدمه ووأدت طموحاته وأحلامه وتطلعاته الخلاقة .. تباً لكِ أيتها المقدسات الحمقاء ..

فالجمود والتردي والخزي والعار والإنكسار والإمتهان هو بالإنصياع والتبعية لتلك المقدسات والغيبيات وذاك الجموح الصبياني الذي حاول ويحاول القضاء على أمجادك وإبداعاتك وصراعاتك ..
فلا تقف يا صديقي عند تلك الإنتكاسات والإرهاصات والتقلصات ..!!

لتبقى دائماً منارة الوجود الحي النابض وجوهر قبسها وشعلتها .. لا تلقي بالاً لكل ما يقوّض عزيمتك وأحلامك وجموحك وجرأتك وتفردك .
ولتعلم علم اليقين أنك أيها الإنسان موجود هنا ودائماً لخدمة أخيك الإنسان بالحب والعلم والعمل الجاد والأخلاق .. وهذا ما يميزك ويعطيك التفرد عن جميع قاطني هذا الكون ما خفي منها وما ظهر ..؟؟
فدموعك وصراخك والآمك هي التضحية والأضحية الأثمن في هذا الوجود والتي يجب تقديسها وتبجيلها .. أما ما عداها فهو الوهم والسراب .. لا شيء سوى السراب .

فأنت من ينفع ويصنع ويبدع وينعش الأمال والأحلام ويلبّي النداءات والإستغاثات وليست السماء بأبطالها وشخوصها الخجولين المتباكين على ضعفهم وعجزهم وخزيهم والعار الذي يكلل رؤوسهم .
فكن كبيراً وعلى قدر التحدي والمسؤولية .. فأنت لا يليق بك إلا أن تكون الكبير ..
يقال أن السماء قالت كلمتها منذ القدم في ذلك الزمان العتيق الخجول المتباكي ..!!

ولكن لحظة من فضلكم ... أنت من يجب أن يقول كلمته الأن وغداً وفي كل الأواقيت والعصور والأزمنة فلتكن نبراساً ومشعلاً يقتدي به كل البشر والألهة المتثاقلة الخجولة والمنطوية على ذاتها والتي مازالت تقبع في قمقمها وخوابيها البائسة المظلمة .بأخلاقك وتضحياتك ونضالاتك وتماهيك وإحساسك وتعاطفك مع أخيك الإنسان ..
فلتتمزق وتتناثر في هذا الوجود بكل حب وشغف من أجل سعادة وخير ومستقبل الإنسان والأجيال القادمة الى مستقبلنا وحاضرنا وتاريخنا المعاصر .. فأنت هو من يقول ويفعل ..!!

كن كما تحب وتشتهي وترغب .. وتريد .. ولكن كن كبيراً ومعطاءً ومقداماً حتى تبتعد قدر الإمكان عن التردي والخزي والإنحطاط والدونية التي خُطت ورُسمت لك وأريد لك أن توضع فيها وتكون في جنباتها وفناءها ..
أنفض عنك غبار الماضي العتيق بأضاليله وهزياناته وحماقاته .. وأنطلق الى الحرية والتحرر وأصنع أمجاد البشرية وقواميسها لتزلزل عروش السماء وتعلمها المجد والبطولة .. والتضحية والإنتصار والإبهار بعد أن إعتادت الهزيمة والسلبية .. واللامبالاة والإنكسار .



بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54 
              e.mail:ihab_1975@hotmail.com