السبت، 2 أغسطس 2014

أحقاً إنها معركتنا ..؟؟

أتعجب كيف أننا متمسكين بالحياة على الرغم من هذا القرف السياسي والإجتماعي والإقتصادي والدجل الإعلامي الذي نحن فيه ...
حياة تتحطم فيها الآمال والأحلام والطموحات وحتى الصرخات ..

لا جديد تحت هذه الشمس .. الروتين هو أوكسجيننا والرتابة والملل هما خطواتنا ..؟؟
تتراكض الأيام وتنسل من بين أيدينا كقطرات الماء ...

ورغم كل الآلام والحسرات والإرهاصات والإنتكاسات وحتى الإنزلاقات والخيبات في حياة رتيبة من أحداث بلدان العالم الثالث وأزقتها ومتاهات شوارعها الكئيبة والتي لا تزال صورتها محافطة على إنطباعها الأول في ذاكرتنا .. فلا شيء يتغير فيها سوى المزيد من القمامة الملقاة هنا وهناك .. او أثار لتحطم وبقايا حطام وعلامات فرامل  لعجلات سيارات متصادمة تتراكض مسرعة الى عناق حتفها ...

أن يكون قدرك الولادة والعيش في إحدى مستعمرات العالم الثالث حيث لا قيمة للزمن والوقت والإنسان والمواعيد ولا إحترام للوعود التي تطلق ولا لشعب يأمل بان القادم سيكون أفضل ...

هذا من مصادفات وعشوائيات لعبة الحياة وإحتمالاتها ... لكن أن تكون العلاقات التي تجمع السلطة بالشعب والناس ببعضها البعض مبنية على الدجل والنفاق ودس السم في العسل فذلك ليس من ضرورات ومتطلبات العيش في هذه المستعمرات وأشباه البلدان ...!!!!!

وبعد كل هذا الوقت الذي أمضيناه في ربوع هذه البلدان من دون أن نشعر بأننا منتجين أو مساهمين في صنع أحدى عتبات الحضارة والإنسانية والتقدم التقني والتكنولوجي وحتى الثقافي والأدبي .. فهذا أمر طبيعي وبديهي لأن فاقد الشيء لا يعطيه فنحن لم نربّى على الأبداع ومنطق العمل والشك والإبتكار وإنما على أسلوب القمع والإقصاء .. وقول الحمد والشكر ... على كل النعم حتى ولو كانت سمّاً زعافاً ..؟؟

لقد تم تدجيننا وتعليبنا لنقول بأن ليس بالإمكان أفضل مما كان وأن القادم لا بد سيكون أحسن وأفضل فقط لأن ثقافة الغيب في لاوعينا تقول بأن الغد سيكون أكثر إشراقاً ومن دون الإكتراث أو الإلتفات الى أنه حتى يكون الغد أفضل فلا بد من تغيير الحاضر وبشكل جذري ومستمر ....

لأن التغيير نحو الأفضل من أجل رفاه الإنسان لا يجب أن يكون هدفاً وإنما أسلوب حياة ومنطق عمل علينا جعله من عاداتنا وممارساتنا اليومية الرتيبة ...بينما الهدف الأقصى هو الأنسان وصناعته وبناءه الواعي والمتجدد .
هذه العادة وعلى الرغم من رتابتها إلا أنها غير مرئية على المدى البعيد لأنها ستصنع التغيير المستمر وبالتالي سنكون أمام كل ما هو جديد ومتغيّر ....

وشيئاً فشيئاً سنبتعد عن القرف اليومي والملل والرتابة التي وجدنا بين ظهرانيها وأوجدتنا الأقدار العمياء في رحاها .. لكن لكي نصل الى هذه الحالة من الجدية في العمل علينا أن نتخلص من الكثير من المفاهيم والمصطلحات القديمة والعتيقة التي دُست في أروقة أدمغتنا وعقولنا ومنها أن نرضى بالنصيب والمقسوم والمحسوم ..!!

فتلك كلمات قد أكل عليها الدهر وشرب وكان لها وقتها وغاياتها الدنيئة التي لطالما أستعبدت الشعوب من قبل حكّامها بمثل هكذا مقولات تم إقحامها وإلباسها بعباءة الدين والسماء لتحقيق مآرب دنيوية حقيرة وخطيرة علينا جميعاً ...

قد تكون ظروف الجغرافيا من أماكن وبلدان هي واقع مفروض قد لا يتسنى لنا تغييره لكن الشروط والظروف والعلاقات التي تحكم تلك الأماكن والبلدان ومدى تأثيرها وتفاعلها مع الناس يمكن تطويرها وتحسين شروطها والحد من تحجيمها وتصغيرها للإنسان ... وهنا تكمن معركتنا الكبرى ......المعركة بين ما فُرض علينا وما نريده ونطمح إليه..

فهل نحن مستعدين ومهيئين لهكذا معركة ...!!!!
هذا هو السؤال الذي ينتظر إجاباتنا ....؟؟؟؟؟


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com        
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق