الذي يتمعن ويتفرس في صفوف وطوابير الكتل البشرية اللحمية المتزاحمة والمتعاركة والتي تتصبب عرقاً أمام مؤسسات القطاع العام وجمعياتها طلباً لما يسمى بالمعونات والسلع الغذائية والتموينية من سكر وأرز وغيرها إنطلاقاً من الحاجة يتداعى الى خياله صورة قطعان الأغنام والأنعام التي تُساق الى منابع الماء او مراعي الكلأ .
قد يستنكر او يستغرب او يستهجن البعض او الكثيرين منا هذه التشبيه .. لطالما تعودنا وأجدنا لغة الإستنكار والإستهجان السلبية .... لكن الحقيقة لطالما كانت قاسية وصادمة كما دنيانا هذه فقد أجادت إبكائنا وإزهاق أيامنا ودمعاتنا .. فنظرة واحدة الى احدى بوابات تلك الجمعيات او المؤسسات لنرى بأن معاني الإنسانية والأخلاق والكرامة تُنتهك وتُغتصب وتُذبح على مرآى ومسمع الجميع ..
صراخ هنا وهناك وشتائم وسباب وكافة أنواع وفنون المعارك والقتال .. إشتباكات بالأيدي وربما تتطور الى مستوى الأرجل بين الناس الجياع التي هدها وأعيا كاهلها القدر والزمان والأيام ولم تنصفها حكوماتها وحكوماتنا والتي لطالما تشدقت وتغزلت وأطربت وأسهبت ومازالت تتشدق بالمبادىء الطنانة والرنانة التي تطرب بها آذاننا بمعزوفة مشوهة وناشزة كل صباح ومساء عبر وسائل إعلامها المرئية والمسموعة والمقروءة وبطريقة توحي للمراقب الخارجي بأنها تتمنن وتتحنن وتتعطف بل وتتفضل وتتكرم على رعاياها عبر هذه الهبات والعطايا الرمزية الثمن ..( تحت مسمى الدعم الحكومي للمواد الغذائية الرئيسية ) ..؟؟ مع العلم أن علم الأغذية قد كشف إن الشخص العادي والطبيعي يحتاج الى سلة غذائية متكاملة تشتمل على الخضار واللحوم والألبان ومشتقاتها ومصادر الطاقة من دهون وسكريات وكربوهدرات للحصول على المدخرات الغذائية كحد أدنى للجسم البشري للعيش بمقاييس إنسانية ..والتي لا يغطيها المعاش ..!!
إنها قمة الإفتضاح والقذارة والدناءة والدونية تلك الهبات والعطايا المدعومة والتقدمات التي تعطى وتقدم ممزوجة بالذل والهوان والإمتهان والافتضاح .. وحتى اللعنات ..!!
فتلك الحكومات التي تريد ولطالما أرادت وسعت وعملت وتسعى وتعمل على تبييض وتلميع وتنصيع صورتها السوداوية والمشوهة وستر عورتها الثيب الملطخة بالعار السياسي والأخلاقي أمام الرأي العام المحلي والخارجي تستخدم الناس البسطاء كوسيلة لغاياتها الدنيئة ومآربها الدونية كمن يستخدم حطباً ليوقد ناراً في سماء صيفٍ مشمس فلا بردً أبعد ولا ظلاماً أضاء .. !
وكل ما هنالك أن بضعاً من أصحاب البطون الممتلئة قصدت داره فأبى إلا أن يظهر بمظهر أبناء الطبقات الأرستوقراطية وبلاطات الملوك والسلاطين والامراء .. هكذا تكون سياسات الحكومات المتهالكة المترهلة في نشاطها وأداءها الوظيفي .
إنك لتكاد تسمع وترى وتشتم رائحة المهانة والإحتقار في كل تعبير او لفظ او نظرة يرمقها ذلك الموظف المسؤول عن بيع وتوزيع تلك المواد التموينية لقطعان البشر الهائجة الغاضبة وتريد الحصول على تلك المنة او العطية الملوثة والموسومة برائحة العبودية والإحتقار .؟؟
اما آن لتلك السلطات والحكومات أن تعي وتعرف وتتحسس بأنها تمارس الدعارة والعهر السياسي والدجل الشعبي عبر تلك الممارسات والتصرفات والسلوكيات لتكسب سمعة وصيتاً وتأييداً هنا او تجترع حسنة ودعاءً هناك على حساب كرامات الناس وحرياتهم وحتى أخلاقهم .
عزيزي القارىء إنك إذا أردت استعباد واستصغار شخص ما او شعب ما ... فما عليك إلا أن تحاصره وتحاربه وتنازعه في لقمة عيشه وأمنه الغذائي فتحوله الى كائن شبه حيواني لا ولن يفكر سوى بغريزة الأكل والحفاظ على السلامة الجسدية من البطش والقمع ولن تتعدى أحلامه وسقف طموحاته سوى التفكير في مواعيد وساعات طرق الحصول على الغذاء والماء ...... وحتى الكهرباء ..؟؟
وهنا تأتي دور الأدلجة السياسية التي تقوم بها وتمارسها حكومات وبلدان العالم الثالث .. أقصد الرابع .. ولربما الخامس .. عبر هذه الوسائل والآليات المأخوذة والمسلوبة والمستلبة من زمن العقيدة والفكر الإشتراكي ولكن بصورة مشوهة ومقزّمة فتلك الحكومات وسلطات الأمر الواقع لم تأخذ من وسائل وطرق التشاركية سوى التصرفات الدونية من غير أن ترفقها وتحصنها بالمبادىء الأخلاقية من احترام سيادة الشعب واحترام حقوق الإنسان وحق الفرد في التساوي بفرص العمل مع توزيع عادل للثروة والدخل .. الذي هو ملك للشعب قبل الحكومات الخادمة لشعوبها.. والعيش بحرية وكرامة بالكلمة واللقمة ...بل تخط تلك المبادىء وتنقشها كزينة وديكور في دساتيرها ودواوينها وبلاطاتها .. لتبقى حبراً على ورق .. كم هو رخيص هذا الورق في بلادي ... يكاد القلب ينفطر عليك أيها الورق من شدة المبادىء القيّمة التي تحملها على كاهلك وبين دفتيك ولا يتم تطبيقها وتنفيذها بل يتم سحقها تحت الأرجل .. ؟!!
أنا أكاد أجزم بأن استمرار سياسات الدعم الحكومي لتلك السلع التموينية ما هو إلا وسيلة لتكريس سياسات النهب والفساد وسرقة المال العام إنه مالنا أيها السادة الأفاضل .. فلا تمتعضوا او تستاءوا .. إنه حقنا وملكنا الشرعي والقانوني وواجب المؤتمن عليه أن يقدمه لأصحابه بشكل لائق ومحترم عبر خدمات ورعاية وأمان واستقرار وأمن غذائي وصحي وضمان إجتماعي لجميع أبناء الشعب ككل العامل فيها ... والعاطل مترافقة باحترام لحقوق الناس وكراماتهم وماء وجههم .. دون تفضل او تَكرّم .
لا بد لهذه الظواهر المشوهة والإرتجاعية من أن تذهب الى مزابل التاريخ وتحال على التقاعد والتقادم... لأن المنطق البديهي للأمور والأحداث يفترض أن أي تطور لأي بلد ما عبر بنية إجتماعية وإقتصادية وسياسية إذا لم يترافق بتطور أخلاقي وصقل دائم لكل المبادىء والفضائل وتوسيع نطاق الحريات واحترام مبادىء حقوق الإنسان لن يكون تطوراً بالمعنى الإيجابي للكلمة وإنما سيكون إنتكاساً وإرتداداً وتقهقراً بكل المعايير والمقاييس الفكرية والأدبية وما للكلمة من معنى وأبعاد ..
إن تطور البلدان والشعوب ومنها شعوبنا وبلداننا تقاس بمدى احترامها لقوانينها وحقوق مواطنيها وبالتطبيق العملي من قبل الرعايا والسلطات كلٌ لواجباته مع إحترام حق التعبير والإختلاف عبر القوانين العصرية الناظمة للحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ...
هذا ليس رفاهية او حلماً طوباوياً صعب المنال أيها السادة ... وإنما بالإرادة الحرة والشجاعة والحقيقية وبالتصميم والتفكير العقلاني لا الإرتجالي والعبثي وبالعمل .. فعلاً لا قولاً .. يمكننا الوصول الى هذه المستويات والطموحات والمتطلبات والضرورات ...
علينا أن نتخلص من كوابيسنا ولعناتنا و نسعى لتحقيق أحلامنا ومتطلباتنا المشروعة والمحقة حتى لا نبقى عملة رديئة غير قابلة للتداول او الإستعمال ...!!
بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم - www.facebook.com/ihab.ibrahem.54
www.twitter.com/ihab_1975
e.mail:ihab_1975@hotmail.com
gmail:ihabibrahem1975@gmail.com
قد يستنكر او يستغرب او يستهجن البعض او الكثيرين منا هذه التشبيه .. لطالما تعودنا وأجدنا لغة الإستنكار والإستهجان السلبية .... لكن الحقيقة لطالما كانت قاسية وصادمة كما دنيانا هذه فقد أجادت إبكائنا وإزهاق أيامنا ودمعاتنا .. فنظرة واحدة الى احدى بوابات تلك الجمعيات او المؤسسات لنرى بأن معاني الإنسانية والأخلاق والكرامة تُنتهك وتُغتصب وتُذبح على مرآى ومسمع الجميع ..
صراخ هنا وهناك وشتائم وسباب وكافة أنواع وفنون المعارك والقتال .. إشتباكات بالأيدي وربما تتطور الى مستوى الأرجل بين الناس الجياع التي هدها وأعيا كاهلها القدر والزمان والأيام ولم تنصفها حكوماتها وحكوماتنا والتي لطالما تشدقت وتغزلت وأطربت وأسهبت ومازالت تتشدق بالمبادىء الطنانة والرنانة التي تطرب بها آذاننا بمعزوفة مشوهة وناشزة كل صباح ومساء عبر وسائل إعلامها المرئية والمسموعة والمقروءة وبطريقة توحي للمراقب الخارجي بأنها تتمنن وتتحنن وتتعطف بل وتتفضل وتتكرم على رعاياها عبر هذه الهبات والعطايا الرمزية الثمن ..( تحت مسمى الدعم الحكومي للمواد الغذائية الرئيسية ) ..؟؟ مع العلم أن علم الأغذية قد كشف إن الشخص العادي والطبيعي يحتاج الى سلة غذائية متكاملة تشتمل على الخضار واللحوم والألبان ومشتقاتها ومصادر الطاقة من دهون وسكريات وكربوهدرات للحصول على المدخرات الغذائية كحد أدنى للجسم البشري للعيش بمقاييس إنسانية ..والتي لا يغطيها المعاش ..!!
إنها قمة الإفتضاح والقذارة والدناءة والدونية تلك الهبات والعطايا المدعومة والتقدمات التي تعطى وتقدم ممزوجة بالذل والهوان والإمتهان والافتضاح .. وحتى اللعنات ..!!
فتلك الحكومات التي تريد ولطالما أرادت وسعت وعملت وتسعى وتعمل على تبييض وتلميع وتنصيع صورتها السوداوية والمشوهة وستر عورتها الثيب الملطخة بالعار السياسي والأخلاقي أمام الرأي العام المحلي والخارجي تستخدم الناس البسطاء كوسيلة لغاياتها الدنيئة ومآربها الدونية كمن يستخدم حطباً ليوقد ناراً في سماء صيفٍ مشمس فلا بردً أبعد ولا ظلاماً أضاء .. !
وكل ما هنالك أن بضعاً من أصحاب البطون الممتلئة قصدت داره فأبى إلا أن يظهر بمظهر أبناء الطبقات الأرستوقراطية وبلاطات الملوك والسلاطين والامراء .. هكذا تكون سياسات الحكومات المتهالكة المترهلة في نشاطها وأداءها الوظيفي .
إنك لتكاد تسمع وترى وتشتم رائحة المهانة والإحتقار في كل تعبير او لفظ او نظرة يرمقها ذلك الموظف المسؤول عن بيع وتوزيع تلك المواد التموينية لقطعان البشر الهائجة الغاضبة وتريد الحصول على تلك المنة او العطية الملوثة والموسومة برائحة العبودية والإحتقار .؟؟
اما آن لتلك السلطات والحكومات أن تعي وتعرف وتتحسس بأنها تمارس الدعارة والعهر السياسي والدجل الشعبي عبر تلك الممارسات والتصرفات والسلوكيات لتكسب سمعة وصيتاً وتأييداً هنا او تجترع حسنة ودعاءً هناك على حساب كرامات الناس وحرياتهم وحتى أخلاقهم .
عزيزي القارىء إنك إذا أردت استعباد واستصغار شخص ما او شعب ما ... فما عليك إلا أن تحاصره وتحاربه وتنازعه في لقمة عيشه وأمنه الغذائي فتحوله الى كائن شبه حيواني لا ولن يفكر سوى بغريزة الأكل والحفاظ على السلامة الجسدية من البطش والقمع ولن تتعدى أحلامه وسقف طموحاته سوى التفكير في مواعيد وساعات طرق الحصول على الغذاء والماء ...... وحتى الكهرباء ..؟؟
وهنا تأتي دور الأدلجة السياسية التي تقوم بها وتمارسها حكومات وبلدان العالم الثالث .. أقصد الرابع .. ولربما الخامس .. عبر هذه الوسائل والآليات المأخوذة والمسلوبة والمستلبة من زمن العقيدة والفكر الإشتراكي ولكن بصورة مشوهة ومقزّمة فتلك الحكومات وسلطات الأمر الواقع لم تأخذ من وسائل وطرق التشاركية سوى التصرفات الدونية من غير أن ترفقها وتحصنها بالمبادىء الأخلاقية من احترام سيادة الشعب واحترام حقوق الإنسان وحق الفرد في التساوي بفرص العمل مع توزيع عادل للثروة والدخل .. الذي هو ملك للشعب قبل الحكومات الخادمة لشعوبها.. والعيش بحرية وكرامة بالكلمة واللقمة ...بل تخط تلك المبادىء وتنقشها كزينة وديكور في دساتيرها ودواوينها وبلاطاتها .. لتبقى حبراً على ورق .. كم هو رخيص هذا الورق في بلادي ... يكاد القلب ينفطر عليك أيها الورق من شدة المبادىء القيّمة التي تحملها على كاهلك وبين دفتيك ولا يتم تطبيقها وتنفيذها بل يتم سحقها تحت الأرجل .. ؟!!
أنا أكاد أجزم بأن استمرار سياسات الدعم الحكومي لتلك السلع التموينية ما هو إلا وسيلة لتكريس سياسات النهب والفساد وسرقة المال العام إنه مالنا أيها السادة الأفاضل .. فلا تمتعضوا او تستاءوا .. إنه حقنا وملكنا الشرعي والقانوني وواجب المؤتمن عليه أن يقدمه لأصحابه بشكل لائق ومحترم عبر خدمات ورعاية وأمان واستقرار وأمن غذائي وصحي وضمان إجتماعي لجميع أبناء الشعب ككل العامل فيها ... والعاطل مترافقة باحترام لحقوق الناس وكراماتهم وماء وجههم .. دون تفضل او تَكرّم .
لا بد لهذه الظواهر المشوهة والإرتجاعية من أن تذهب الى مزابل التاريخ وتحال على التقاعد والتقادم... لأن المنطق البديهي للأمور والأحداث يفترض أن أي تطور لأي بلد ما عبر بنية إجتماعية وإقتصادية وسياسية إذا لم يترافق بتطور أخلاقي وصقل دائم لكل المبادىء والفضائل وتوسيع نطاق الحريات واحترام مبادىء حقوق الإنسان لن يكون تطوراً بالمعنى الإيجابي للكلمة وإنما سيكون إنتكاساً وإرتداداً وتقهقراً بكل المعايير والمقاييس الفكرية والأدبية وما للكلمة من معنى وأبعاد ..
إن تطور البلدان والشعوب ومنها شعوبنا وبلداننا تقاس بمدى احترامها لقوانينها وحقوق مواطنيها وبالتطبيق العملي من قبل الرعايا والسلطات كلٌ لواجباته مع إحترام حق التعبير والإختلاف عبر القوانين العصرية الناظمة للحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ...
هذا ليس رفاهية او حلماً طوباوياً صعب المنال أيها السادة ... وإنما بالإرادة الحرة والشجاعة والحقيقية وبالتصميم والتفكير العقلاني لا الإرتجالي والعبثي وبالعمل .. فعلاً لا قولاً .. يمكننا الوصول الى هذه المستويات والطموحات والمتطلبات والضرورات ...
علينا أن نتخلص من كوابيسنا ولعناتنا و نسعى لتحقيق أحلامنا ومتطلباتنا المشروعة والمحقة حتى لا نبقى عملة رديئة غير قابلة للتداول او الإستعمال ...!!
بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم - www.facebook.com/ihab.ibrahem.54
www.twitter.com/ihab_1975
e.mail:ihab_1975@hotmail.com
gmail:ihabibrahem1975@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق