من الملاحظ لأي شخص يتابع الأحداث السياسية المتراكدة في العالم العربي وخاصة في مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أن الحلول كلما دخلت من الباب ما تلبث أن تقفز خارجاً من الشباك وهذا ليس صدفة او خبط عشواء ..
لا يخفى على الكثيرين أن هنالك العديد من الأسباب والأصابع الخفية التي تلعب دوراً أساسياً في تأزيم الصراع وتأجيج الإنقسامات والتسويق للعديد من المواقف السياسية والأيديولوجية وكل منها يتمترس خلف جيش من المبررات والذرائع .
فالإسلاميون يتشدقون بمبدأ حماية الثورة وكأنهم هم من صنعوها لوحدهم ولا أحد له الفضل في ذلك إلا هم ومن ورائهم ربهم والتيارات الأخرى المعادية سياسياً لمواقف مرسي والأخوان من وراءه يتمنطقون بمبادىء الدولة المدنية وعدم المساس بالثورة ومنع الإخوان من محاولة سرقتها .. حتى أصبحت الثورة اللعينة ككرة يتقاذفها كل طرف في هذا الصراع السياسي والأيديولوجي وكأن المقدر والمرسوم لهذه البلاد أن تتجه الى التقسيم والضعف وفقد الدور المركزي الذي كانت تلعبه (مصر) في المنطقة .. قد يعترض البعض على هذا التوصيف
ويقول بأن مصر كانت مختطفة من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها بحيث تم تحجيم دورها ..؟؟
هذا الكلام لا يجانب الصواب في الكثير من مضمونه فكلنا يعلم أن مصر لها حساباتها ومصالحها كأي دولة لها الحق في أن يكون لها مصالح وطموحات على الصعيد السياسي والإقليمي بل وحتى الدولي لكن في الأوقات العصيبة والحرجة كان لدولة مصر وعبر التاريخ دور ريادي وفاعل في المنطقة سواء أحببنا هذا الكلام او كرهناه فهذه حقيقة لا يمكن نكرانها او إجحادها ..
لكن يبدو للبعض أن هذا الدور الريادي لدولة مصر في المنطقة لم يعد مرغوباً به وقد آن الأوان له أن ينتهي ويزول.
وبالقياس على ذلك إذا نظرنا الى الأعلى قليلاً ووجهنا نظرنا الى سوريا هذه الدولة رغم صغر مساحتها جغرافياً ولوجستياً إلا أنها لعبت دوراً سياسياً وتاريخياً على مر العصور ومنذ أزمنة ما قبل التاريخ الميلادي كان لسوريا مساهمات كثيرة في المجالات الأدبية والثقافية والحضارية وحتى الروحية وصدّرت الكثير من الثقافات والأدبيات لكل الدول المجاورة حتى أنها اثرت الحضارة الغربية ولا سيما اليونانية والرومانية ..
وبنفس المقاييس والأدوات تم حرف الثورة السورية في بداياتها وأسلمتها لتغيير وجهتها وحرفها عن المسار السلمي الطبيعي وبذلك خرجت العربة عن سكتها كما يقال !!
إن الحضارة المصرية بغناها وتنوعها والحضارة السورية بتألقها وثرائها رغم ما قدماه للبشرية والإنسانية من تراث ومنظومة حضارية ومدنية إلا أن ذلك لم يكن بالشيء الحميد لأنه قد سبب الكثير من الحسد والغيرة لبعض البلاد والتي كانت تنظر بضيق العين والغيرة والشعور بالنقص والدونية تجاه تلك البلاد التي تضج بالتنوع الثقافي والحضاري .. وهنا كانت المشكلة فتلك البلاد التي تدعي الحضارة والإنسانية وتطرب أذاننا صباح مساء بمعزوفة مطلعها ( نحن من فجّرنا النور من قلب الظلام ) إنهم وبإختصار العربان ..
ذلك العقل البدوي المتكلس الذي لا ينفك يردد وبشكل ببغائي أن له الفضل على العالم والبشر بما منّت عليه السماء من عطايا وهبات وسبايا والذي لا يتقبل أن يرى أحداً أفضل منه ولو على المستوى الثقافي والمعرفي .؟؟!!
وكان هذا العقل البدوي الجلف يحاول مراراً وتكراراً على طمس وتدمير كل ما يراه متفوق عليه فهو قديماً غزى مصر الفرعونية والقبطية ودمر حضارتها بإسم إعلاء كلمة الله العليا وفقدت بذلك هويتها الحضارية والشخصية وغزى سوريا الفينيقية والكنعانية والسريانية بإسم المقدس وإغتصب إرثها الحضاري والمعرفي والروحي ..
هذا العقل البدوي الصحراوي القديم والذي يدعي الإيمان قد باع نفسه وروحه الى كل من يدفع مالاً انه كالمومس التي تبيع جسدها لقاء المال لقد تحول الى عباءة ولحية كما كان يعيش في تلك الصحراء المقفرة لقد لبس عباءة الوهابيين محاولاً بذلك إعادة أمجاده الغابرة التي قامت على سياسة الغزو والقنص وطالما شكلت له الدول والبلدان المجاورة هاجساً أرق نومه وقض مضجعه بما تتفوق عليه من هوية تاريخية ومعرفية وبإعتبار هذا العقل البدوي والوهابي قاصر التفكير ولا يجيد لغة التخطيط والتكتيك هذا ما دفع به الى الإرتماء بأحضان الصهيونية العالمية والتي استغلت حقده ونقاط ضعفه ..
ومن أقدر منها على إستغلال الفرص فقامت بتغذية الأحقاد الدفينة والأحلام الضائعة والمكبوتة في ذلك العقل البدوي الصحراوي وإعادة تشكيل هيكلياته على أساس يدعي المدنية والحداثة كأحزاب الأخوان والعدالة والنور... الى أخر هذه المسميات الثورية والتقدمية وقذفت به الى الساحات العامة والمدارس والبيوت الدينية حتى تغلغلوا في مفاصل الحياة كافة ..مع ضخ مالي ودعم إعلامي وتجميلي ممنهج ..
هذا الدور المرسوم لأولئك البدو الوهابيون ليقوموا بما يجيدونه .. ربما لا يجيدون غيره وتم توجيه أولاءك الغزاة الى الدولة المركزية وهي مصر فكانوا أكثر تنظيماً من بقية أفراد الشعب وأكثر إستعداداً للإنقضاض على مسار الثورة والتغيير
وبذلك يتم إصطياد عصفورين في حجر واحد كما يقال الأول هو إضعاف دور مصر الحضاري خدمة لأسيادهم وأولياء نعمتهم والثاني ذلك الحلم البدوي القديم في السيطرة على مصر التاريخ والفراعنة وأرض الكنانة .. وتحطيم تفوّقها ..!!
وفي شقيقتها سوريا أيضاً نلاحظ ظهور الطوفان الوهابي ذو العقلية الصحراوية البدوية التي لا تعترف بحضارة او مدنية إلا الحضارة البدوية والصحراوية القاحلة ممثلاً وحيداً للبشرية وهي أسلوب الحياة الأمثل والأرفع شأناً والذي علمته الالهة البدوية لذلك الرجل البدوي لطمس كل معالم وحضارة الألهة السورية التي شكلت عبر التاريخ مع الألهة المصرية القديمة كابوساً ومأزقاً حقيقياً لذلك الإله البدوي الصحراوي الذي يشبه الى حد كبير رجاله وغزاته الصحراويين الذين انتشروا كالطفيليات والجراثيم ..
لا بد من الإعتراف بأن التحدي والخطر كبير لذلك فالمواجهة والمسؤولية يجب أن تكون أكبر ؟؟ لذلك علينا أن نعي هذه الأطماع والمخططات الشيطانية التي تعصف في بلادنا .. يجب الوقوف وقفة رجل واحد في وجه هذا الغزو الإستعماري الجديد الذي يتخذ شكل الإستعمار الفكري والعقائدي بكافة أشكاله الوبائية والمرضية ولنكن على ثقة أن هذه البلاد التي كانت عبر التاريخ منارة للحب والعلوم والمعارف والخيال والإبداع ستنتصر على منطق البداوة صاحبة الأفق الضيق والنظرة الدونية والفكر الإقصائي والتكفيري .. هذا هو خيارنا ومصيرنا وإلا لن تقوم لنا قائمة بعد ذلك ...
بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم - www.facebook.com/ihab.ibrahem.54
www.twitter.com/ihab_1975
e.mail:ihab_1975@hotmail.com
gmail:ihabibrahem1975@gmail.com
لا يخفى على الكثيرين أن هنالك العديد من الأسباب والأصابع الخفية التي تلعب دوراً أساسياً في تأزيم الصراع وتأجيج الإنقسامات والتسويق للعديد من المواقف السياسية والأيديولوجية وكل منها يتمترس خلف جيش من المبررات والذرائع .
فالإسلاميون يتشدقون بمبدأ حماية الثورة وكأنهم هم من صنعوها لوحدهم ولا أحد له الفضل في ذلك إلا هم ومن ورائهم ربهم والتيارات الأخرى المعادية سياسياً لمواقف مرسي والأخوان من وراءه يتمنطقون بمبادىء الدولة المدنية وعدم المساس بالثورة ومنع الإخوان من محاولة سرقتها .. حتى أصبحت الثورة اللعينة ككرة يتقاذفها كل طرف في هذا الصراع السياسي والأيديولوجي وكأن المقدر والمرسوم لهذه البلاد أن تتجه الى التقسيم والضعف وفقد الدور المركزي الذي كانت تلعبه (مصر) في المنطقة .. قد يعترض البعض على هذا التوصيف
ويقول بأن مصر كانت مختطفة من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها بحيث تم تحجيم دورها ..؟؟
هذا الكلام لا يجانب الصواب في الكثير من مضمونه فكلنا يعلم أن مصر لها حساباتها ومصالحها كأي دولة لها الحق في أن يكون لها مصالح وطموحات على الصعيد السياسي والإقليمي بل وحتى الدولي لكن في الأوقات العصيبة والحرجة كان لدولة مصر وعبر التاريخ دور ريادي وفاعل في المنطقة سواء أحببنا هذا الكلام او كرهناه فهذه حقيقة لا يمكن نكرانها او إجحادها ..
لكن يبدو للبعض أن هذا الدور الريادي لدولة مصر في المنطقة لم يعد مرغوباً به وقد آن الأوان له أن ينتهي ويزول.
وبالقياس على ذلك إذا نظرنا الى الأعلى قليلاً ووجهنا نظرنا الى سوريا هذه الدولة رغم صغر مساحتها جغرافياً ولوجستياً إلا أنها لعبت دوراً سياسياً وتاريخياً على مر العصور ومنذ أزمنة ما قبل التاريخ الميلادي كان لسوريا مساهمات كثيرة في المجالات الأدبية والثقافية والحضارية وحتى الروحية وصدّرت الكثير من الثقافات والأدبيات لكل الدول المجاورة حتى أنها اثرت الحضارة الغربية ولا سيما اليونانية والرومانية ..
وبنفس المقاييس والأدوات تم حرف الثورة السورية في بداياتها وأسلمتها لتغيير وجهتها وحرفها عن المسار السلمي الطبيعي وبذلك خرجت العربة عن سكتها كما يقال !!
إن الحضارة المصرية بغناها وتنوعها والحضارة السورية بتألقها وثرائها رغم ما قدماه للبشرية والإنسانية من تراث ومنظومة حضارية ومدنية إلا أن ذلك لم يكن بالشيء الحميد لأنه قد سبب الكثير من الحسد والغيرة لبعض البلاد والتي كانت تنظر بضيق العين والغيرة والشعور بالنقص والدونية تجاه تلك البلاد التي تضج بالتنوع الثقافي والحضاري .. وهنا كانت المشكلة فتلك البلاد التي تدعي الحضارة والإنسانية وتطرب أذاننا صباح مساء بمعزوفة مطلعها ( نحن من فجّرنا النور من قلب الظلام ) إنهم وبإختصار العربان ..
ذلك العقل البدوي المتكلس الذي لا ينفك يردد وبشكل ببغائي أن له الفضل على العالم والبشر بما منّت عليه السماء من عطايا وهبات وسبايا والذي لا يتقبل أن يرى أحداً أفضل منه ولو على المستوى الثقافي والمعرفي .؟؟!!
وكان هذا العقل البدوي الجلف يحاول مراراً وتكراراً على طمس وتدمير كل ما يراه متفوق عليه فهو قديماً غزى مصر الفرعونية والقبطية ودمر حضارتها بإسم إعلاء كلمة الله العليا وفقدت بذلك هويتها الحضارية والشخصية وغزى سوريا الفينيقية والكنعانية والسريانية بإسم المقدس وإغتصب إرثها الحضاري والمعرفي والروحي ..
هذا العقل البدوي الصحراوي القديم والذي يدعي الإيمان قد باع نفسه وروحه الى كل من يدفع مالاً انه كالمومس التي تبيع جسدها لقاء المال لقد تحول الى عباءة ولحية كما كان يعيش في تلك الصحراء المقفرة لقد لبس عباءة الوهابيين محاولاً بذلك إعادة أمجاده الغابرة التي قامت على سياسة الغزو والقنص وطالما شكلت له الدول والبلدان المجاورة هاجساً أرق نومه وقض مضجعه بما تتفوق عليه من هوية تاريخية ومعرفية وبإعتبار هذا العقل البدوي والوهابي قاصر التفكير ولا يجيد لغة التخطيط والتكتيك هذا ما دفع به الى الإرتماء بأحضان الصهيونية العالمية والتي استغلت حقده ونقاط ضعفه ..
ومن أقدر منها على إستغلال الفرص فقامت بتغذية الأحقاد الدفينة والأحلام الضائعة والمكبوتة في ذلك العقل البدوي الصحراوي وإعادة تشكيل هيكلياته على أساس يدعي المدنية والحداثة كأحزاب الأخوان والعدالة والنور... الى أخر هذه المسميات الثورية والتقدمية وقذفت به الى الساحات العامة والمدارس والبيوت الدينية حتى تغلغلوا في مفاصل الحياة كافة ..مع ضخ مالي ودعم إعلامي وتجميلي ممنهج ..
هذا الدور المرسوم لأولئك البدو الوهابيون ليقوموا بما يجيدونه .. ربما لا يجيدون غيره وتم توجيه أولاءك الغزاة الى الدولة المركزية وهي مصر فكانوا أكثر تنظيماً من بقية أفراد الشعب وأكثر إستعداداً للإنقضاض على مسار الثورة والتغيير
وبذلك يتم إصطياد عصفورين في حجر واحد كما يقال الأول هو إضعاف دور مصر الحضاري خدمة لأسيادهم وأولياء نعمتهم والثاني ذلك الحلم البدوي القديم في السيطرة على مصر التاريخ والفراعنة وأرض الكنانة .. وتحطيم تفوّقها ..!!
وفي شقيقتها سوريا أيضاً نلاحظ ظهور الطوفان الوهابي ذو العقلية الصحراوية البدوية التي لا تعترف بحضارة او مدنية إلا الحضارة البدوية والصحراوية القاحلة ممثلاً وحيداً للبشرية وهي أسلوب الحياة الأمثل والأرفع شأناً والذي علمته الالهة البدوية لذلك الرجل البدوي لطمس كل معالم وحضارة الألهة السورية التي شكلت عبر التاريخ مع الألهة المصرية القديمة كابوساً ومأزقاً حقيقياً لذلك الإله البدوي الصحراوي الذي يشبه الى حد كبير رجاله وغزاته الصحراويين الذين انتشروا كالطفيليات والجراثيم ..
لا بد من الإعتراف بأن التحدي والخطر كبير لذلك فالمواجهة والمسؤولية يجب أن تكون أكبر ؟؟ لذلك علينا أن نعي هذه الأطماع والمخططات الشيطانية التي تعصف في بلادنا .. يجب الوقوف وقفة رجل واحد في وجه هذا الغزو الإستعماري الجديد الذي يتخذ شكل الإستعمار الفكري والعقائدي بكافة أشكاله الوبائية والمرضية ولنكن على ثقة أن هذه البلاد التي كانت عبر التاريخ منارة للحب والعلوم والمعارف والخيال والإبداع ستنتصر على منطق البداوة صاحبة الأفق الضيق والنظرة الدونية والفكر الإقصائي والتكفيري .. هذا هو خيارنا ومصيرنا وإلا لن تقوم لنا قائمة بعد ذلك ...
بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم - www.facebook.com/ihab.ibrahem.54
www.twitter.com/ihab_1975
e.mail:ihab_1975@hotmail.com
gmail:ihabibrahem1975@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق