السبت، 28 مارس 2015

الطريق الى فارس

في عام (539)ق.م اصدر كورش مؤسس الأمبراطورية الفارسية مرسوماً يقضي بإعادة أبناء مملكة يهوذا المنفيين في بابل والذين سباهم نبوخذ نصر حين قام بهدم أسوار اورشليم القدس وحرق هيكل سليمان .. وقام بسبيهم ونفيهم الى بابل وذلك أنهم - أي اليهود قاموا بالتحالف مع المصريين الفراعنة ضد الحكم البابلي الكلداني ..
وبعد سنوات عديدة من الشتات عادت الروح لمملكة يهوذا وهيكل إلهها يهوه على يد الأمبراطور الفارسي كورش ..
(هكذا قال كورش ملك فارس : جميع ممالك الارض دفعها لي الرب إله السماء وهو أوصاني ان أبني له بيتاً في أورشليم التي في يهوذا من منكم من كل شعبه ليكن إلهه معه ويصعد الى أورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب إله اسرائيل هو الإله الذي في أورشليم ) توراة- سفر عزرا - الاصحاح 1\2-3.. وجاء بعده الأمبراطور الفارسي داريوس الذي أوصى بأن يبنى الهيكل من أموال الدولة الفارسية وذلك عبر مرسوم ملكي أخر
.. منذ ذلك التاريخ القديم ومازال التعاون والتنسيق بين اليهود والفرس مستمراً حتى يومنا هذا .. أما تلك الأستعراضات البهلوانية التي تظهر على الإعلام بين الفينة والأخرى فما هي إلا من قبيل التضليل والتسويف .. مع أن العلاقات بين الطرفين تعود لفترة ما قبل التاريخ الميلادي
لقد ساهم الفرس بشكل او بأخر بصياغة التاريخ الإسرائيلي القديم لجمع الشتات وإعادة بناء الهيكلية ورسم الهوية القومية وهذا ما ساعدهم في القرن الماضي على إعادة إحياء تلك القصة الأسطورية القديمة لمملكة يهودا وهيكلها .. فالإخراج كان دائماً فارسياً ..؟؟

https://twitter.com/ihab_1975

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts

الاثنين، 23 مارس 2015

ليس بالإسلام وحده يحيى الإنسان ..!!

يقال أن الإسلام هو الحل وإنه ذلك الدين وتلك العقيدة الإعجازية التي جاء بها نبي الإسلام نوراً للعالمين بما تشتمله على أمور غيبية وإعجازات فكرية وعلمية سابقة لعصرها وأوانها تشعل الألباب وتدهش الأبصار ..

لكن المتعمق في نشأة وتركيبة تلك العقيدة والأيديولوجية سيرى أن الحقيقة غير ذلك تماماً .. فأهل مكة أدرى بشعابها .. لأن أول من أكتشف حقيقة وقرأن نبي الإسلام محمد او ( قثم بن عبد اللات ) هم المسلمين المبكرين والمشتغلين بعقولهم من فقهاء ورواة للحديث وحتى رجال فكر ولسانيات .. فهم بعد أن رأوا ووعوا وأدركوا حجم تلك الثغرات والفجوات والتناقضات الكثيرة والمذهلة التي تناقض العقل والمنطق والواقع وطبيعة الأمور والتي ينضح بها كتاب المسلمين ودستورهم لجأوا الى الإلتفاف والمراوغة على ذلك الأمر بحكم طبيعة العقلية العربية في تلك الفترة .. وكما يلتف السيل عندما يصطدم بصخرة عتية مشرأبة ..

ذلك أنهم ابتدعوا مسألة الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والعام والخاص .. والمكي والمدني .. والظرفي المؤقت والدائم المستمر .. وما يقبل التأويل وما لايقبل التأويل إضافة الى أمور وأحكام تتشابك بشكل معقد قد يحتاج الأمر معها الى دليل عمل ( كاتالوج ) بحيث يضيع معه المتلقي ليصبح عاجزاً عن الفهم ويفتح فاهه للذباب من شدة التعقيد ..؟؟..( مع أن المنطق السليم للأمور يقتضي أن يكون الخطاب الموجه الى العامة واضح الغاية والهدف من أجل أن يؤدي دوره وغايته المرجوة منه )..

والغرض والغاية من هذا الأسلوب هو سد الفجوات وإغلاق الثقوب وترقيع التناقضات التي يمتلىء بها ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ..! وهم بذلك مدفوعين إما بدافع المصلحة والمنفعة لحماية ذلك الدين الناشىء والوليد الذي يحاول الحبو والسير في سبيل نشر الدعوة الإسلامية كدين وعقيدة للدولة الإسلامية الناشئة .. وإما بالقسر والإجبار والإكراه من قبل الحكّام السياسيين وبقوة السيف والحديد والنار والتاريخ مليىء بشواهد على قمع وتصفية وإقصاء كل من يحاول الإقتراب او التصويب لتشريح الكتاب بمنطقية وعقلانية وتفصيله بشكل يتناسب مع السياق التاريخي لنشوء وتطور الأحداث المتسارعة لتلك الدولة الناشئة الفتية ..لأنهم يعلمون أن نزع القدسية والهالة عن أي مقدس يعريه ويكشف زيفه وبطلان ادعاءاته ومزاعمه .

فالعقيدة الإسلامية بما إدعته وتدعيه من تطرقها لأمور غيبية لم يسبق لأحد أن آتى بها هو قول مردود على أصحابه وفيه الكثير من المواربة والتزييف للحقائق لأن كل ما ادعى به كتاب الإسلام على لسان نبيه وإلهه من وراءه بأنه صاحب السبق فيه هو ببساطة موجود في تلك البيئة الصحراوية وما حولها من ثقافات وبيئات موازية ..

ويقول الدكتور خالد منتصر في هذه الخصوص:
(("إن الإعجاز العلمي في القرآن والأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها بيزنس... من يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا ان نفتح افواهنا مندهشين ومسبّحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي ما زالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدر والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة" .))
.. من كتاب وهم الإعجاز العلمي ..

إن الإدعاء بالإعجاز الإسلامي الغيبي بحديثه عن مواضيع كالجن والملائكة والسموات والروح وصولاً الى الكواكب السيارة .. والطيارة .. ومروراً بمصطلحات طبية كالنطفة والمضغة والجنين والعلقة .. الى أخره .. ما هي إلا نتاج البيئة الحياتية الموجودة في تلك الفترة الزمنية إضافة الى تراكم الثقافات السابقة والإحتكاك بثقافات وأقوام وألسنة أخرى كانت وعاشت في نفس السياق التاريخي والجغرافي والسكاني ..

فديانات كالزرادشتية (الفارسية) والبوذية (الهندية) والمانوية (البابلية) .. مروراً بالإبراهيمية التوراتية وديانات أهل كنعان الوثنية ولا ننسى الثقافات الإغريقية كدراسات أرسطو وأبوقراط ( خاصة بالنسبة للمفردات الطبية ونشوء الإنسان وخلقه ) وغيرها قد تطرقت الى كل تلك المسائل والأمور وفي أكثر من مناسبة .. حتى نكاد نلاحظ تفاصيل بعض القصص والأحداث قد تم ذكرها على لسان مبشرين إدعوا النبوءة .. كزرادست وقصة معراجه على السموات واعتكافه في الغابة وطقوس ديانتة وحتى عدد صلواته الخمس التي شرّعها في عقيدته ..
ولا ننسى مانو البابلي والذي أعلن انه أخر المبشرين والنبيين في عصور ما قبل الميلاد .. وغيرها من الأحداث والوقائع والتفاصيل الكبيرة والصغيرة والتي تم نسخها ونقلها بحرفيتها مع بعض التصرف من قبل .. ( المؤلف )

فلا جديد تحت الشمس آتى به كتاب المسلمين .. او نبيهم ... او حتى آلهتهم ..وما هو إلا نتاج تفاعل صاحب الدعوة مع ثقافات ولسانات كانت سائدة في تلك الحقبة ( هنالك بعض التحليلات والدراسات تقول بأن تأليف وصياغة القرأن هو عمل تم وضعه من قبل عدة أشخاص او جهات ...وخاصة التأثير اليهودي الذي نلمسه في أكثر من سبعين بالمئة من أيات القرأن... بحسبان المصطلحات الدخيلة عليه من عبرية وفارسية وآرامية وسريانية .. (بما يناقض نزوله بلسان عربي مبين ..!! ) إضافة الى التقطيع الشعري والموسيقي المغاير من سورة الى أخرى وحتى إختلاف أسلوب الخطاب الموجه الى العموم من أسلوب مهادنة ودعوة الى السلم الى أسلوب العنف والقمع والشدة ولا ننسى البعثرة والتشتت الموجود لأغلب المواضيع والقصص وبعثرتها في عدة سور وأيات تشير بشكل واضح على تدخل أكثر من شخص في إضافة العديد من النصوص في كل فترة زمنية وبحسب الظرف الزماني والمكاني  ..)

لكن مشكلتنا أيها السادة أننا شعوب لا نقرأ ولا نتحرى وخاصة في بلدان العالم العربي والإسلامي ولا نتبع أسلوب البحث والتحري والشك في منهجنا وطريقة تفكيرنا .. وإن قراءنا نقرأ بطريقة تعبدية ببغائية تعمي الأبصار والعقول .. لذلك نأخذ ما يقدم لنا على أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ..؟؟ وخصوصاً اذا كان المنتج قد غُلف بثوب القداسة ..!!

طبعاً لذلك أسبابه ودوافعه ومبرراته ربما في عهود خلت سرى فيها الإستبداد الفكري والعقائدي وكان يحارب فيه كل طالب علم وحقيقة .. لكن الوضع إختلف الأن في عصر الفضاء الحر والثورة الهائلة للمعلوماتية .. فلم يعد الأمر يستحق السكوت والتضليل والتسويف .. فالغطاء لا بد أن ينزع عن كل أمر يسيء الى الإنسان وحقوقه وحياته وحقه في الإختلاف والتمايز والتعبير عن الرأي ..

لكن كلمة الحق يجب أن تقال اذا أردنا أن نكون موضوعيين ومنصفين ...إن المسألة الوحيدة التي جاءت بها العقيدة والأيديولوجيا الإسلامية بكتاباتها وأدبياتها ومن دون التطرق لموضوع الإعجاز ( والذي هو بحقيقته وجوهره تعجيز أكثر منه إعجاز ) .. هي عقيدة القتل والإرهاب والإقصاء وتصفية الأخر المختلف عنه مذهبياً وفكرياً وعقائدياً وحتى بيئياً تحت عنوان ومسمى ... ( الجهاد في سبيل الله ) ...
تلك هي الثمرة الوحيدة المشوهة التي جاءنا بها الإسلام في كتاب لا ريب فيه ...!!..؟؟

فعبارات مثل ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الأخر ... فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ... وأقتلوهم حيث ثقفتموهم .. وأعدوا لهم مااستطعتم من القوة ومن رباط الخيل .. ترهبون به عدو الله وعدوكم .... وما قتلتموهم لكن الله قتلهم .. وما رميت اذ رميت لكن الله قد رمى ... ) وغيرها المئات من العبارات والإشارات التي تعتبر إنذار حرب وطوارىء ونفير عام على كل من يخالف تعاليم دولة الإسلام الناشئة .. او حتى يرميها بوردة ..!!

لا تستغرب عزيزي القارىء او تنصدم او تستنكر .. إن أية أيديولوجيا تنادي بأفكار وسلوكيات ما حتى نفهمها في سياقها التاريخي علينا النظر الى البيئة الإجتماعية والتركيبة الفكرية وللظروف والشروط الموضوعية التي نشأ وتربى من خلالها شخص صاحب الدعوة ( محمد ) فشخصية محمد نشأت في بيئة صحراوية قاسية كان أغلب سلوكها ومعيشتها تعتمد على السبي والغزو والقنص كنتيجة للبيئة القاسية من برودة شديدة وحرارة حارقة .. فالمناخ صعب وجاف مع ندرة وشح في متطلبات الحياة كالماء والأمطار والبحث الدائم عن الغذاء او حماية القطعان والأنعام .. جو تسود فيه الخرافات والغيبيات والتعصب القبلي العشائري الأعمى .. واذا أضفنا الى ما سبق إنتظار ما تبعث به السماء من أمطار او جفاف كل تلك العوامل مجتمعة إضافة الى التركيبة النفسية والمحيط العائلي والفوارق الإجتماعية السائدة في بيئة قريش كانت لها التأثير الأكبر في شخصية الفرد وصقلها وتطورها ومنها شخصية نبي الأسلام ( وحتى من ساهموا معه في صياغة تلك العقيدة الدينية ... وأكثر ما ينطبق عليه هو العبارات التي تدعو الى الحرب والقتل والإرهاب .. ) ..؟

وهذا بدوره إنعكس على اللغة والخطاب الذي جاء في كتاب المسلمين على لسان نبيه وإلهه المزاجي المتقلب من وراءه من جهة أخرى .. فالخطاب كان في بداياته موزوناً مقطعاً وشعرياً بتعابير موجزة تشبه الى حد بعيد أشعار شعراء الجاهلية كامرؤ القيس وأمية بن ابي الصلت وغيرهم ..(قد تعتبر كنوع من تخاطر الأفكار وما أكثرها في هذا الكتاب)..  إضافة الى النبرة السلمية والودية في أسلوب وطريقة تسويق الدين الجديد القادم الى بلاد الصحراء .. طبعاً هذا أمر كان لا بد منه لأسباب سياسية واستراتيجية بكل المقاييس كنوع من استقطاب الطبقة الفقيرة والمسحوقة عبر وعود السماء والجنة ومبدأ العقاب والثواب .. تلك حقيقة تاريخية لا ينكرها أي عاقل او مضطلع بتفاصيل الأمور .. وهذا من متطلبات تجميع وإنشاء وبناء شكل وهيكلية لمجتمع موحد ذو مركزية أوتوقراطية واحدة عمادها الدين ...

لكن الأمر لم يستمر على هذا المنوال بل إنقلب على أعقابه بعد أن تم الإنتقال الى مجتمع المدينة ( يثرب ) حيث بدأت تتشكل ملامح ونواة لدولة مركزية بعد أن أصبح أتباع الدين الجديد أقوى وأغنى مادياً وعسكرياً نتيجة الفتوحات والغزوات والغنائم ( تحت مسمى الأنفال ) ..؟
فكان لزاماً أن يتغير الخطاب الإعلامي والسياسي لتلك العقيدة في دستورها الأعلى ( قرأنها ) .. فتحول اللين والمودة والموعظة الحسنة والدعوة السلمية الى العنف والإقتتال والإرهاب والاقصاء وضرب الرقاب والتنكيل وكل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي ...!!!

ما الذي حدث يا ترى ..؟؟ هل يتغير الدين السماوي والعقيدة المنقوشة في اللوح المحفوظ ..!! بحسب الظروف والمتغيرات السياسية والعسكرية والإستراتيجية ومراحل القوة والضعف ..  أي هل يتناسب العنف واللين طرداً مع إزدياد القوة او نقصها ..؟؟
هكذا يوظف الدين والعقيدة والإيديولوجيا في خدمة السياسة والمصلحة ومقاليد الحكم .. أيها السادة .. حتى في أكثر الكتب والعقائد التي تدعي القداسة والسمو الروحي والمعنوي وحتى اللفظي ..!!

لكن ما غفل عنه هذا الكتاب وبغض النظر عن مؤلفيه ومخرجيه ...إنهم يتعاملون مع البشر أصحاب العقول المختلفة والأمزجة المتقلبة والرؤى المتجددة ( تماماً كتلك الألهه المتقلبة المزاج والتي تنحاز سياسياً الى فريق من البشر على حساب الفريق الأخر لترجّح كفة أحد الموازين عبر الدعم السماوي والملائكي الغير مفهوم والغير مبرر ) ..!!

وإن دعوة أصحاب ذلك الكتاب للطاعة والدخول والإنصياع لأوامر ونواهي هذا الدين الجديد سيكون على حساب بشر وأناس أخرين هم أيضاً شركاء على وجه هذه البسيطة ( لهم معتقداتهم وتجاربهم الشخصية ورؤيتهم وحريتهم في إتباع ما يرونه مناسباً وصحيحاً من وجهة نظرهم ) .. فكيف يبَرر لإنسان قتل الأخر بإسم المقدس والمتعالي فقط لأن الأخر يختلف في نظرته عنا سواء روحياً او عقائدياً او فكرياً .. وإثنياً وحتى ثقافياً .. فقط لأنه لا يقف في صفّنا وفريقنا .. اذا ما استبعدنا إنحياز المقدس سياسياً ومناطقياً وقبلياً .؟؟

أليس بهذا يهبط المقدس الى الدون والحضيض مهما كانت الأسباب والتبريرات والغايات .. تلك هي مصيبة وإنتكاسة وإعاقة أية أيديولوجيا او عقيدة شمولية سواء أكانت سياسية او دينية تعتبر وتسوق نفسها على أنها الوحيدة الجديرة بالإتباع وتقوم بإختزال وإلغاء وإقصاء الأخر بمنطق ذاتي عن طريق العنف الجسدي والتصفية والإرهاب الفكري ( ولنا في معظم العقائد الدينية أمثلة حية ولكن الإسلام هو أكبر وأوضح مثال حي وصريح وفاضح ) ..!!

لأن هناك حقيقة علمية أصبحت مسلّمة وبديهية.. إن البشر يتمايزون عن بعضهم بإختلاف البيئة والجغرافيا والتربية ودرجة الوعي والتحصيل العلمي وحتى البيئة والمناخ السياسي السائدة في بلد ما وفترة زمنية ما ( ومن دون التطرق الى علم الوراثة والإستعداد الذهني ) .. لذلك لا يجوز وبأي شكل او منطق تسويق أفكار مهما كانت قدسيتها وإلزامها وفرضها على الجميع في كل زمان ومكان كقطعان الأغنام بحجة السماء او مخططات الألهة بتعقيداتها وتركيباتها الغير مفهومة ..

إن الخطاب الذي يجب أن يسود في كافة المجتمعات هو خطاب العقل والمنطق القابل للتطور والتغير في كل مرحلة زمنية بحسب تطور وتشعب الحياة الإجتماعية ومتطلباتها وأولوياتها الإنسانية المتجددة .. أما تلك الكتب العتيقة الموروثة منذ عقود سابقة لا بد من الإتفاق على أنها لم تعد تصلح إلا ككتب تراثية توضع في المتاحف والمراكز الثقافية لمن أراد الرجوع إليها كنوع من الثقافة والمعرفة .. او أقله أن تبقى في منازل أصحابها ( بعد إعادة صياغتها وإستبعاد الأفكار المتطرفة والغير إنسانية فيها ..) ويتم إخراجها من سياق الأحداث المدنية للحياة العامة الإجتماعية وإبعادها عن وسائل الإعلام العامة والخاصة والتشريعات والقوانين السائدة في المجتمعات ..

لأن الإنسان المتمدن قد تجاوزها بمراحل كبيرة وخاصة مسائل التمييز بين الرجال والنساء وإلغاء العبودية والمساواة بالحقوق والواجبات واحترام كافة أشكال الحرية الفكرية والشخصية وحق الشخص في إعتناق او تغيير أي مذهب او عقيدة فكرية وروحية وبغض النظر عن مدى اختلافنا عنها .. ...

أيها السادة قد يرى البعض منكم اذا لم نقل الكثيرين أن هذا الكلام قاسي وهجومي وصدامي الى حد ما .. في بعض الأماكن لكن لطالما كانت الحقيقة مؤلمة وجارحة وقد لا تتلائم مع أهواء وميول الإنسان ..( فيكفي البشرية ما عانته وخسرته بإسم المقدس ونصوصه ولصوصه وتجاره من العبث والتدخل الوقح بحياتنا وتفاصيلها ) .. فالإنسان هو المهم والأهم في كل مواجهة وتحدي وصراع بينه وبين الأفكار والعقائد مهما لبست ثوب القداسة ..؟؟ ( وخاصة إن كانت هذه الأفكار متطرفة تدعو الى إلغاء وإقصاء الأخر المختلف عن أتباع تلك العقيدة وقداستها المزعومة ..)  وليكن شعارنا أن الإنسان يعلو ولا يُعلى عليه ..

حتى يصبح هذا المنهج هو أسلوب عملنا وطريقة تفكيرنا في صياغة كل تشريع او مخطط يتعامل مع حياة الناس ومستقبلهم بشكل فعّال وديناميكي نحو مستقبل أفضل للبشر .. لا يتم فيها قهر الأخر وإذلاله واقصاءه وتهميشه وقمعه نتيجة لأفكار وعقائد غيبية (من الماضي القديم الغير موثوق المرجعية) أصبحت بعيدة عن إنسانيتنا ومدنيتنا قد لا نعلم مدى صوابيتها وحقيقة نشأتها .. وحتى لا يصبح مسار حياتنا هو التراكض وراء أوهام بائدة وزائلة تضر بالإنسان أكثر مما تنفعه فليصبح شعارنا وسلوكنا هو أن الإنسان يحيى بإنسانيته وأخلاقه (لا بديانته وعقيدته) ومدى مساهمته الإيجابية في الناتج الفكري والثقافي والمعرفي لخدمة أخيه الإنسان ...


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com


الثلاثاء، 24 فبراير 2015

.. وأيضاً كما تحتاج الغرف المعتمة المظلمة الى تعريضها الى الهواء وأشعة الشمس .. للتخلص من العفونة والرطوبة ...!!
كذلك نحتاج الى تهوية وتشميس أدمغتنا بين الفينة والأخرى .. لتخليصها من الرواسب الإجتماعية والدينية والأيديولوجية العفنة ..
والتي تكلست وتصلبت على جدرانه بفعل تراكم السنين .. وذلك عبر مدّها بالمعلومات والمعارف والعلوم بكافة إتجاهاتها المعتدلة ..
.. معاً يد بيد لتكريس سياسة التشميس ..

https://www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts
كما يحتاج جهاز الكومبيوتر الى تحديث ( أب ديت) بين كل فترة وفترة .. لضرورة استمرار عمله بشكل سليم ...كذلك تحتاج أدمغتنا الى تحديث مشابه في كل فترة زمنية .. وذلك للتخلص من الكثير من الأفكار والعقائد الآسنة التي تكلّست في جدران وأقبية ذلك العضو النبيل .. تلك الأفكار والمبادىء العتيقة التي تحد من تفكيرنا وطريقة نظرتنا الى الأمور والأحداث ..!!!
.. معاً للضغط على زر التحديث ..

https://www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts

أدلجة الدين ..

 عندما توظف الأيديولوجيا الدينية في السياق التاريخي والسياسي تصبح سبباً وعاملاً مساعداً في بناء كيان سياسي شبيه بالدولة كمفهوم سياسي ونرى أكبر مثال على ذلك ما تم توظيفه عند صياغة التوراة اليهودية والتي تمت كتابتها في مملكة يهوذا حوالي القرن السابع قبل الميلاد .. وخاصة بعد أن تم تدمير مملكة السامرا ( اسرائيل ) من قبل الآشوريين فكان لزاماً على رجال الدين والكهنوتيين بكتابة سيرة الآباء القدامى للتاريخ اليهودي وربطهم بأحداث تاريخية لأرض كنعان ( أي فلسطين ) لإنتاج رابط قومي يجمع سكان المنطقة الذين يعود تسلسل أنسابهم الى أقوام وبيئات مختلفة .. فكان الدين العقائدي هو أول رابط سياسي وإجتماعي يربط أفراد مملكة يهوذا وما تبقى من مملكة اسرائيل كضرورة لإستمرار تشكل كيان الدولة اليهودية .. ( وهذا ما نشاهده أيضاً لدى قراءة التاريخ العربي أثناء وبعد ظهور الأسلام في البيئة الصحراوية ومدى تأثير العقيدة الإسلامية وتوظيفها في بناء كيان سياسي ..)
منذ تلك الفترات نشأ وترعرع الدين في رؤوس البشر كعامل مساعد يقوي دعائم وأركان أي كيان سياسي ولو تم فرضه بطريقة القوة والترهيب الفكري وحتى القمع الجسدي ..!!.. وما زال مستمراً للأسف حتى يومنا هذا رغم تعاقب السنين وتمدن الحياة الإنسانية وتطورها

https://www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts

الخميس، 5 فبراير 2015

عندما يكون الشاكوش هو الأداة الوحيدة لديك، فإنك تميل لرؤية كل مشكلة على هيئة مسمار... آبراهام ماسلو

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts
لقد كرست نصوص الكتب المقدسة الثلاثة مبدأ العبودية في ادبياتها وكانت بهذا بعيدة كل البعد عن مبدأ المساواة بين البشر إنسانياً ويمكن وصفها باللاأخلاقية في طروحاتها حتى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد تجاوزها بمسافات كبيرة تحسب له ..
فلا توجد في نصوص الكتب المقدسة أي أية او نص تحرم العبودية وتمنعها كما أن ابطال وشخوص تلك المقدسات لم يعرف عنهم أنهم قاموا او قالوا بتحريم او محاولة منع تلك العادات ..!! وهو لدليل على عدم قدسية تلك الكتب وعلى سبيل المثال نذكر منها
اذا أقتنيت عبداً عبرانياً فليدخل في خدمتك ست سنين وفي السابعة يخرج حراً .. التوراة- سفر الخروج - 21\2 وعلّم العبيد أن يطيعوا أسيادهم وينالوا رضاهم في كل شيء وأن لا يخالفوهم .. انجيل بولس - تيطس 2\9
أيتها النساء اخضعن لأزواجكن كما تخضهن للرب لأن الرجل رأس المرأة كما المسيح رأس الكنيسة وهو مخلص الكنيسة وهي جسده وكما تخضع الكنيسة للمسيح فلتخضع النساء لأزواجهن في كل شيء .. إفسس 5\22-23
والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير..قرأن- المجادلة - 3

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts

صناعة الإرهاب..

يظهر الإرهاب المقدس والمنظم بإسم الإله في العديد من أدبيات ونصوص الكتب المقدسة الرسمية على إختلاف تأويلاتها ومسمياتها وقد كان لها الدور الأبرز في إزكاء روح التفرقة والعنف وتكريس ثقافة الإرهاب بكافة أشكالها الفكرية والجسدية ومنها النصوص التالية :

العهد القديم ( التوراة )..
(فالآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال وكل امرأة ضاجعت رجلاً وأما الإناث من الأطفال والنساء اللواتي لم يضاجعن رجلاً فاستبقوهن لكم ) سفر العدد 31\17-18
(وقال الرب إله اسرائيل على كل واحد منكم أن يحمل سيفه ويطوف المحلة من باب الى باب ويقتل أخاه وصديقه وجاره) سفر الخروج 32 \27

العهد الجديد ( الإنجيل )
(لا تظنّوا أني جئت لأحمل السلام الى العالم ما جئت لأحمل سلاماً بل سيفاً جئت لأفرق بين الابن وأبيه والبنت وأمها والكنه وحماتها ويكون أعداء الرجل أهل بيته من أحب أباه او أمه أكثر مما يحبني فلا يستحقني ومن أحب ابنه او ابنته أكثر مما يحبني فلا يستحقني ) متى 10\34 -37
( أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قُدّامي ) انجيل لوقا 19\27

المصحف العثماني ( القرأن )
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
\الأنفال 12\ 
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ
(محمد 4).


https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts


أخبار .. ولكن ..؟؟

ثبت بالدليل العلمي القاطع .. أن السبب والعامل الرئيسي المسبب لحدوث السرطان والجلطات الدماغية .. هو سماع نشرات الأخبار السياسية والتي تحمل الكثير من النفاق السياسي الذي تمارسه الحكومات على الشعوب .. والدليل هو زيادة نسبة تلك الأمراض بالتوازي مع زيادة وإنتشار البث الفضائي المرئي ببضاعطه الإستهلاكية الرخيصة والرديئة والتي يحاول جاهداً تسويقها بإستغلال العواطف واللعب على الحس الغرائزي للإنسان .. لذلك حتى تتمتع بصحة جيدة عزيزي القارىء إبتعد قدر الإمكان عن سماع الأخبار السياسية وخاصة التي تخاطب الغرائز والعواطف الجيّاشة ...
..طبيب . دوت . كتير سلبي..

https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/posts
كن حذرا وأنت تقرأ كتب الصحة، فقد تموت بخطأ مطبعي" مارك توين - صحفي ساخر
https://plus.google.com/u/0/+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A5%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%851975/about

الاثنين، 2 فبراير 2015

الإنتصار على.. الإنتظار ..!

تتعاقب الثواني والدقائق والأيام بساعاتها المتطاولة وتتعارك فيما بينها داخل رأس الإنسان ومن حوله برتابة متعاقبة متراكضة لتشكّل بدورها حالة من عدم التوازن ..!! فما الذي يجري ويحدث ..؟

إن لحظات الإنتظار تكاد تكون أطول من سابقاتها في كل مرة ولكل دورة زمنية ويترافق معها عدم الإتزان وعدم الأمان وفقدان الأمل والإحساس بالرضا والسرور ..

فهل لهذا علاقة بنشأتنا ومبادئنا واهتماماتنا ونظرتنا الى الحياة والواقع وأولوياتنا اليومية وأهدافنا الإستراتيجية البعيدة المدى .. ربما الإجابة تكون نعم او ربما تكون لا ..؟؟

إن تكرار المشاهد والأحداث اليومية أمام أعيننا بشكل متوازي يولد الشعور بعدم الرضى والأمان وإنعدام التوازن .. خاصة في الوضع المادي والإقتصادي المزري والحياة الإستهلاكية التي وصلنا إليها .. فلا جديد تحت الشمس ..!!
إن هذا اللاأمان وعدم التوازن نتيجة فقد البوصلة ..؟

فما نتوقعه من أمنيات ومفاجئات وتفاصيل نتمنى حصولها لنا غالباً ما تكون مؤجلة ومؤجلة الى وقت غير معلوم .. إنه الرحيل او الترحيل  القسري الى المجهول .

لربما تطلعاتنا المشروعة وحساباتنا المأمولة تكون بإتجاه زاوية رؤية معينة وتغلفها وتغذيها عواطفنا وأهواءنا لتقنعنا بأنها لا بد آتية وحاصلة في وقت ما ولو بعد حين .. ولكن الصبر يا عزيزي الإنسان ..

لكن المفاجأة والصدمة الكبرى تكون حينما نرى أن تلك التطلعات والحسابات والآمال مازالت مؤجلة ومتراكضة أمام أعيننا نحاول بكل عزيمة أن نصبو إليها ولكن عبث .. فلا جوعاً أسمنت ولا فقراً أغنت .

فهل العطل فينا نحن أم في الظروف والواقع المُر الأليم أم في تلك التطلعات والحسابات ألهذا الحد أصبحنا فاقدي الإحساس بالوقت والزمن في مجريات حياتنا وتفاصيلها الروتينية المملة .

إن ما يدعو الى الدهشة والإستغراب هو ما نقضيه ونصرفه من أوقاتنا وأعمارنا في لحظات الإنتظار .. إنتظار لحظات الوداع واللقاء .. لحظات التأمل والإلهام والتفكير في ما هو آت وما هو ليس آت .. لحظات الفشل والنجاح .. الخيبة والإنتصار والإنكسار ...
لحظات ولحظات ضائعة نتباكى عليها لأنها تشكل جزءاً لا بأس به من عمرنا وحياتنا اليومية .. لكأن حياتنا أصبحت عبارة عن جدول من المواعيد تُسجل عليه لحظات الإنتظار ..؟؟

أيها السادة لقد اعتدنا وامتهنّا واحترفنا الإنتظار ..!! نقولها وبكل تواضع ..
إنتظار الفرج من السماء .. إنتظار الإنقاذ من المجهول .. إنتظار المعونة والعون من السلطات والحكومات .. إنتظار المساعدة من الأصدقاء .. وحتى الغرباء .. ولربما الأعداء .. وحتى إنتظار حصول المعجزات .. إنه ليشبه إنتظار ما ليس آت ..!!
لكن المفاجأة أيضاً وأيضاً هو حصولنا على الإنتظار ومن ثمّا الإنتظار فقط ..

فهل نحن نكرر أنفسنا .. هل نقف في المكان الخطأ او أننا ولدنا في الزمن الخطأ .. ياهل ترى ..
فإن استبعدنا فرضية المؤامرة والتي يقال أنها تُحاك صباح مساء حولنا وحول مستقبلنا وحاضرنا وإن استبعدنا معونة السماء والأقدار التي لا تجيد إلا لغة الإنتظار .. أيضا .. لربما سنصل الى نتيجة واحدة لا ثانية لها .. إن شئتم .. إننا موجودين في هذه الحياة لسببين لا ثالث لهما برأيي :( طبعاً وبغض النظر عن الطريقة التي ننظر بها الى وجودنا ونشأتنا سواء أكانت مادية تطورية أم دينية ماورائية ..؟؟ )

 السبب الأول هو أن علينا كأفراد وجماعات متعايشة على أرض هذه البسيطة أن نعي ونعلم علم اليقين إن علينا واجب أوحد وآسمى آلا وهو إنه يتوجب علينا في كل لحظة من لحظات عمرنا أن نسعى لتقديم المساعدة والعون للأخرين وإعانتهم قدر استطاعتنا ..
إنه لهدف آني وقريب وبعيد الأجل ومتكرر في آنٍ معا وهو لعمري غاية نبيلة وشجاعة في نفس الوقت .

إن تقديم المساعدة للأخرين من بني جنسنا مهما كبُرت تلك المساعدة او صغُرت ومهما كانت شكلها وأسلوبها سواء كانت مساعدة مادية او معنوية او أدبية وحتى عاطفية لهو بحد ذاته تحدٍ لذواتنا ووجودنا ووعينا وشخوصنا ..

أما السبب الثاني لوجودنا هو أنَّه علينا أن نستمتع في كل لحظة نستطيع إليها سبيلا ويتجلى هذا الأمر بإرتباطه بالعامل او السبب الأول فما نقدمه من مساعدة او خدمة الى شخص أخر محتاج ورؤية البهجة والفرح على محيّاه وانعكاسات وجهه او ما نعمله من خدمة عامة للمجتمع ككل كإستراتيجية عامة للحياة سيولّد فينا وبكل تأكيد شعور بالسعادة والسرور لأنه يعطي قيمة إضافية لحياتنا وذواتنا ولأن ذلك الفعل سيعمل على وأد شبح الإنتظار كيفما بدى وآتى .. وسنحوله الى إنتصار ... إنتصار للوعي والوجود والإنسان والبصمة التي يتوجب علينا رسمها في هذا الزمن وكل زمن  .

فلن تكون لحظات الإنتظار عبثية ورتيبة وسنعي أنه في كل لحظة يتوجب علينا أن نكون مستعدين لتقديم المساعدة للأخرين والمجتمع سيتولّد فينا الشعور بالحياة ونبضها وبهذا نتفاعل معها إيجاباً لا سلباً .. وسنحول بذلك الطاقة السلبية فينا الى طاقة إيجابية .

وفي الختام علينا دائماً وأبداً أن نعي ونعلم علم اليقين إننا هنا على وجه هذه البسيطة بغض النظر عن الكيفية التي ظهرنا او أُظهرنا فيها في هذه الحياة موجودين لهدف من صنع أيدينا نحن لا لهدف تصنعه الأقدار الحمقاء او القوى الغيبية المتوارية بخجل وعار كبيرين .. آلا وهو زرع لحظات الفرح والسرور في أنفسنا وفي نفوس الأخرين حينها فقط لن نلتفت الى لحظات الإنتظار الكئيبة الرتيبة ولن نطرح ذلك السؤال التقليدي الذي تم تعليبه وتقديمه لنا ... الى متى ..؟؟

عندها سيكون شعارنا وسيصبح اسلوب عملنا وحياتنا .. أين .. من التالي ..؟.. والمقصود به أين من يحتاجون إلينا .. الى مساعدتنا .. نحن على أهبّة الإستعداد لمشاركتكم .. ومؤازرتكم .. أي تأكيد وجودنا وإثبات أحقيتنا بالصفة الإنسانية من خلال مساعدتكم  ..


 بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com

https://plus.google.com/u/0/+المحاميإيهابابراهيم1975/about