الجمعة، 24 أكتوبر 2014

فضيحة بجلاجل..!

غريزة القطيع... تناديكم فلا تُصغو..!!

في عالمنا هذا ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ورغم التقدم الهائل في وسائل الإتصال والتقانة والعلوم بكافة أشكالها ومسمياتها وما حصل من قفزات هائلة في مجال علوم الفضاء والذرة وتقنيات النانو تكنولوجي والطب والهندسة الوراثية وسبر أغوار الفضاء وصولاً الى المريخ وزحل ... مازالت مجتمعاتنا العربية والشرقية تعاني من آفة العصر برأيي ألا وهي غريزة القطيع .

فعلى الرغم من تطور الحياة الإنسانية وإنتقالها من حياة الغابات والكهوف الى الإستقرار والحياة المدنية بكل أبعادها وتطور مفاهيم الحرية وإحترام الشخصية الفردية للإنسان وتمايزها عن غيرها كنتيجة لتطور العقل البشري والعلوم الإنسانية وما تبعها من نشوء للملكية الخاصة من ملكية شخصية وأدبية وفكرية .. فلا زال أغلبية أفراد مجتمعاتنا الشرقية والإسلامية تحديداً تعاني من هذه الظاهرة السلبية في تسلطها على حياة الفرد والمجتمع ..!!
لقد ساهمت عدة عوامل وأسباب في إستمرار تغلغل هذه الظاهرة السلبية بكافة أبعادها وممارساتها على الصعيد الفردي والعام في المجتمع ومنها ..

الثقافة الدينية المؤدلجة التي نشأ في جنباتها الأفراد فالتعاليم الدينية التي تم تلقينها للبشر في أيام حياتهم الأولى صنعت منهم وحولتهم الى مجرد أرقام في بوتقة واحدة فتم تكريس مفهوم من خلالها أن من يشذ عنها يعتبر مخطىء ويتم الحكم عليه وكأنه مخالف للطبيعة والمجتمع رغم ما قد يحمله هذا الشخص من أفكار تنويرية للمجتمع والناس ..
فغاب مع هذه الظاهرة إعمال العقل والفكر في الكثير من الأمور التي تعد من تكوين الشخصية الفردية للإنسان وحقه في أن يكون متفرداً ومتميزاً عن غالبية أقرانه لتتجلى بذلك ظواهر كالإعتماد على القدر والغيبية في الحكم والتحكم بشؤون الناس وأمور حياتهم .

لتأتي بعدها التربية المنزلية في الأسرة لتكمل تشكيل ظاهرة غريزة القطيع عبر تلقين الأفراد في صغرهم وقبل أن تكتمل عندهم ملكة الوعي والإدراك وحرية الإختيار والتمييز.. بين ما يرغبونه وما يود المجتمع أن يتقمصونه ..عبر أحكام وسلوكيات تمنع الفرد من ممارسات عديدة بحجة أنها معيبة أو مخجلة أو أنها مخالفة للأعراف والتقاليد المتبعة والمتوارثة في المجتمع عبر اللاوعي الجمعي ويتم بذلك قتل روح الأبداع والمبادرة لدى الشخصية الناشئة في وعي الشخص وشيئاً فشيئاً تخبو الأفكار الإبداعية في لا وعي الإنسان بشكل تدريجي .

فكل تصرف أو كلام يخرج عن ما هو مألوف أو متعارف عليه هو إما عيب أو حرام وبالتالي فهو مرفوض ومشجوب لأنه لا ينطبق أو يتوافق مع ما نشأنا وتربينا عليه وبهذا وبدون أدنى شك نقوم بزرع غريزة القطيع في لا وعي الفرد ليبقى رقماً من مجموعة أرقام همها هو أن تراقب سلوكها وفكرها بحيث أنه لا يتجرأ على الخروج عما هو متعارف عليه حتى لو كان هذا المألوف متخلف وسلوك غير متمدن ..

وبتعاقب سنوات العمر يتحول الشخص الذي يحمل بذرة الإبداع فينا الى مجرد نسخة فوتوكوبي عن أجياله السابقة بالمقارنة مع أبناء جيله من مجتمعات غربية أخرى في نمط التفكير والسلوك الإنساني ويعتقد بأنه على صواب وما عداه هو الخطأ أو مخالف للطبيعة والحضارة البشرية .؟!

وتواصل هذه الظاهرة زحفها وتوغلها في كافة الميادين فعلى صعيد المحاكمة العقلية نلاحظ بأن السواد الأعظم من الناس تطلق حكماً على شخص ما أو ظاهرة ما بشكل غرائزي وأنفعالي ومن دون أدنى محاكمة عقلية لنتاج ذلك الشخص وجوهر أفكاره ومدى مساهمتها في إغناء وإثراء الحياة العامة سواء على صعيد المستوى الفكري أو الإجتماعي أو السياسي والإقتصادي ..

فعندما يطرح شخص ما يستخدم عقله لفكر إصلاحي عبر برامج عمل على صعيد السياسة والمجتمع يسعى من ورائها لتطوير وضع المجتمع والإنسان تتصدى له الأغلبية وتتعالى الأبواق بأصواتها الناشزة من كل حدب وصوب لتصب لعناتها على هذا الشخص من قبل أن تتعمق في جوهر طروحاته لترى أهي منتجة أم لا وهذا لكون الأغلبية لم تعتد أو تمارس في سلوكها وفكرها حرية الإعتقاد وإحترام الإختلاف والتمايز كنتيجة للقمع الديني أو السياسي الذي لطالما عانت منه هي طوال سنين حياتها والذي غزى غريزة القطيع تلك وصقل جنباتها ..

لتواصل هذه الظاهرة السلبية زحفها وصولاً الى منابر الإعلام في مجتمعاتنا وتعمل على وأد كل صوت إصلاحي ينادي بالتغيير السلمي العقلاني لمصلحة المجتمع والامة فتسري حمى هستيرية من قبل الجوقة المصقولة لتشن جام غضبها على كل ظاهرة متفردة تراها شاذة وغريبة عن قطيعها المروّض تحاول أن تجد مخرجاً لوضعنا الإنساني الكارثي المتردي الذي وصلنا إليه بشكل فظيع .

لقد حلت هذه الظاهرة ضيفاً ثقيلاً علينا وإستقرت في لاوعينا رغماً عن إرادتنا الحرة المسلوبة حتى بتنا معها كالروبوت الآلي الذي يمشي ويتحرك وفق برنامج تحميل مسبق تم برمجة أدمغتنا عليها من دون أدنى معارضة أو تدخّل من قبل ذواتنا
فنحن نأكل ونشرب ونتنفس ونتكلم ونفكر ونغضب ونفرح ونستاء كما يريد الاخرون والمجتمع أو الظاهرة العامة الإنفعالية حتى أن هذه الظاهرة تسللت الى حواسيبنا وممتلكاتنا الشخصية وحساباتنا الإلكترونية فأصبح غالبيتنا يتبنى منطق وفكر الجماعة من دون أدنى حس بالمسؤولية وروح المبادرة والإبداع ..!!

فأصبحنا نعيش إزدواجية الشخصية حتى في حياتنا التفاعلية على الشبكة العنكبوتية فكم من المشاركات والتعليقات التي نقوم بتبنيها بغرض إرضاء غرورنا وأنانيتنا التي تربينا عليها نتيجة لتلك الظاهرة .. فقط لنري الاخرين أننا لا نختلف معهم أو عنهم وكأن الإختلاف عار وخزي أو اكبر الكبائر ؟؟

في المحصلة وبرأيي المتواضع لا بد لنا من إعادة النظر في جملة معارفنا وموروثاتنا وفي نظرتنا للمجتمع والاخرين وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأسرة والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والأعلام الحقيقي المبدع في الرؤى لتصويب وتصحيح المعتقدات ومبدأ تبني الأفكار المسبّقة عما نجهله أو لا نستوعبه أو ما يخالف ما نشأنا عليه وهذا يلقي التحدي الأكبر على عاتق مؤسسات ودوائر صنع القرار في الدولة والمجتمع لتكريس مفهوم الحرية بما فيها حرية الرأي والإعتقاد وحق الشخص في التفرد والتمايز والإختلاف طالما يؤدي الى خلق مناخ من التنافسية وروح الإبداع والإقدام ينعكس بدوره على المجتمع والفرد بتحريك عجلة الحياة الاجتماعية نحو مجتمع حيوي مدني ديناميكي متطور يقاس فيه تقدمنا وتطورنا بالأفعال ومدى إنتاجيتنا ومشاركتنا في صنع الأفكار والطروحات والرؤى الخلاقة للمجتمع والإنسان وللبشرية جمعاء في كل زمان ومكان ..
فهي الصناعة والإستثمار الحقيقي .. صناعة الإنسان ...


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com


   https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/about
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

باب الحوار

لعبة الإعلام

الفرق الوحيد بين الإنتحار والإستشهاد هو حجم التغطية الإعلامية ..
 تشاك بلانيوك - رواية الناجي

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

أحوال شخصية

 نصت المادة /51/ من قانون الأحوال الشخصية السوري على أنه (يجب
                  للزوجة المهر بمجرد العقد الصحيح, سواءً أسمي عند العقد, أو لم
                  يسمّ, أو نفي أصلاً)
                  والمهر هو مال يقدمه الزوج لزوجته على أنه هدية لازمة وعطاء
                  واجب, يثبت لها بمجرد العقد الصحيح, / أو بالدخول / في العقد
                  الفاسد... وهو ليس ركناً من أركان عقد الزواج, ولا شرطاً من شروط
                  الصحة... فإن العقد يصح ولو لم يسمّ الزوجان مهراً. لأنه أثر من
                  آثار عقد الزواج, وإذا خلا العقد من ذكر المهر, بتفويض المرأة أو
                  بدونه, فلها مهر المثل بالعقد... وحتى لو قال الزوج لزوجته
                  (تزوجتك بدون مهر) فالعقد صحيح والشرط فاسد, فيبطل الشرط, ويصح
                  العقد, ويجب مهر المثل.

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

أقوال اينشتاين

قالها ذات مرة أينشتاين :
أخشى اليوم الذي تطغى فيه التقنية على تواصلنا البشري .. العالم حينها سيكون مليئ بالحمقى .










https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

الأحد، 19 أكتوبر 2014

تفاحة آدم ..؟؟

العلمانية هي الحل

( فالشريعة توصي بأن يتطهر كل شيء تقريباً بالدم . ولا غفران إلا بسفك الدم ) العبرانيين 22\9
لماذا كل هذا الإصرار على سفك الدماء حتى من قبل الشرائع الدينية وآلهتها .. ألا تجيدون إلا لغة الدماء ..
وبعد هذا علينا أن لا نستغرب ممارساة الإنسان المتدين والتي تدعو الى العنف والتفرقة والإقصاء والإرهاب ..؟؟

العلمانية هي الحل

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

عندما يمزح العلماء..!!

قال أينشتاين ( صاحب النظرية النسبية العامة والخاصة ) .. ( إن الله لا يلعب النرد )
فرد عليه كارل هايزنبرغ ( صاحب نظرية ميكانيك الكم ) .. ( إن عقلي لا يستطيع أن يتصور أن الله يلعب النرد بهذا الكون )
وبيناتنا .. بين الشيش والبيش .. ضعنا نحنا وصرنا شِيش وشنكليش ..
بس طيبة السوركة يا جماعة ...!!

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

براءة الطفولة

بقايا رَجُل ....

أستيقظ ذات صباح منهكاً خائر القوى أحس بدوار شديد يعصف في قعر رأسه يحاول أن يخرج من جدران جمجمته .. وقف أمام المرآة وأخذ يتأمل ملامح وجهه .. لقد صعق من هول ما رأه لا يمكن أن تكون هذه الملامح لرجل طبيعي لوهلة أحس بأن هذه الملامح ليست له وإنما لرجل أخر إنها لا تشبهه لا من قريب أو بعيد إنها ملامح رجل أضاع ذاته وروحه وأحلامه ومستقبله .

أخذ نفساً عميقاً وراح يستعرض شريط حياته السابق ليحاول أن يبحث عن طرف خيط أو ثغرة تقوده لمعرفة أسباب وصوله لهذه النتيجة المفجعة .. لقد لاحت له مرحلة الطفولة في البداية كان وقتها طفلاً بريئاً مثل بقية أطفال الحي يحب اللعب والمرح مع أنه في الكثير من الأحيان كان يفضل العزلة والأنطواء وحيداً .. كان يحب أن يسرح بخياله في الأفق البعيد ويحاول أن يتوقع كيف ستكون حياته في الغد البعيد .. لقد أستمرت معه هذه الحالة حتى فترة المراهقة .

أصبح في فترة المراهقة أكثر قلقاً مع انه لم يكن يحمل أعباء ومسؤليات عائلية او إجتماعية .. أصبح ذهنه يعمل كثيراً كان يهتم لكل شيء حتى لو بدى تافهاً للكثيرين من أقرانه كان يراعي حتى في تصرفاته ما هي نظرة الأخرين له وهل سيحكمون عليه سلباً أو إيجاباً ..
كان هنالك صراع حقيقي يدور داخل رأسه بين ما يحب ويريد وبين ما يعتقده من نظرة الأخرين له وحكمهم على أفعاله وتصرفاته وهذا ما شكّل له هاجساً وأرق مضجعه في الكثير من الليالي السوداء .

كان يعشق الحرية كأن يتصرف على هواه ويقول ما يريد ويعبر عما يجول في خاطره من أفكار شيطانية ساعة يشاء لكنه كان يقع فريسة التربية والمجتمع والعادات والتربية الدينية الذين كانوا يحدوا من رغبته في أن يكون هو ذاته كما يحب ويهوى ..
عندما أصبح في مرحلة التعليم الجامعي وأخذ يشعر بفحولته بشكل واضح كان يعتقد وقتها بأن الرجولة هي عبارة عن صوت أجش ولحية وشارب تزين له وجهه وتطفي عليه صبغة رجولية بكل المقاييس ..

لقد صادف العديد من الفتيات في مرحلة تعليمه الجامعي وهنا بدأت أزماته تتوضح بشكل أكبر كانت رغباته الدفينة تريد أن تستأثر بكل الفتيات الجميلات في تلك الجامعة وهذا إنعكاس لإعتقاده بكمال رجولته وفحولته فهو كان جميل الطلة ممشوق القوام تميل بشرته الى السمار البرونزي وعينين خضراوتين وهذا ما أعطاه أعتقاد بأن أي فتاة سوف تفتتن به من أول نظرة ساحرة من عينيه الجميلتين وهذا بدوره جعل منه شخص متحفظ في علاقاته فهو لم يقدم على التقرب او محاولة الكلام مع أي فتاة رغم إعجابه بالكثير منهم .
لقد كانت الأنا النرجسية عنده تمنعه فهو يريد من الأخريات أن يقمن هن بالتقرب منه والتودد إليه إضافة الى الخجل القديم الذي لم يستطع التخلص منه من رواسب الطفولة والتربية القمعية .

وهكذا بدأت السنوات تتقافز أمام عينيه الواحدة تلو الأخرى وهو متشبث بأراءه ومعتقداته الشوفينية لقد بنى لنفسه شرنقة أو برجاً عاجياً .. كان يعتقد على الدوام بأن القادم سيكون أفضل وبأن الأيام والسنين لابد وأن تكون قد خبأت له مفاجئات كبيرة ومن العيار الثقيل فهو ولأسبابه الخاصة كان يرى بأن الرب يخصه بمكانة مميزة عن بقية الناس المحيطين به ولذلك فهو لن يخذله ولا بد بأن رعاية رب السماء ستجود عليه بأمور جميلة ..
تخرج صاحبنا من جامعته وحاول جاهداً البحث عن عمل لائق يرضي طموحه وغروره فهو حاصل على شهادة في العلوم السياسية وكان يرى في نفسه عضواً في السلك الدبلوماسي لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. كما يقال لقد حطت رحاله في إحدى مدارس البلدة فقد تم تعينه كمدرس لمادة التربية القومية ..

لقد أبدى إستياءه في البداية لكن بسبب الظروف المادية التي كان يعاني منها إضطر الى قبول تلك الوظيفة التي لا يرى نفسه فيها فهو بمقدراته كان يرى نفسه مستقبلاً كسفير في السلك الدبلوماسي لكن بالنهاية رضي بالأمر الواقع مع إحساسه بأن الأيام القادمة ما زالت تحمل له الكثير .
باشر عمله كمدرس في تلك المدرسة كانت مدرسة للبنات وقد شاءت الأقدار أن يقوم بتدريس طالبات الشهادة الثانوية .. عندما رأى تلك الفتاة الصهباء الممشوقة القد أحس بأن سهماً قد أخترق قلبه لقد أثرته تلك الفتاة بجمالها وسحرها كانت من النوع المغناج ومع ذلك كانت بسيطة ومتواضعة ..

أيضاً كانت هنالك إحدى زميلاته المدرّسات كانت أنسة اللغة الفرنسية لقد أعجبت بصاحبنا منذ قدومه كانت في الثلاثين من عمرها أنيقة وجذابة ومهذبة وعندها جرأة واضحة في ملامحها ونظراتها .. كانت تسعى دائماً الى التقرب من صديقنا في كل مناسبة في المدرسة في الأجتماعات وفي الرحلات المدرسية . لقد أحس هو بهذا الأهتمام والتقرب كان يعجبه ذلك فهو يرضي غروره ونرجسيته ومع كل هذا لم يقدم على قول شيء مع أن زميلته المعلمة كانت تعجبه في أعماق فكره فقد كان يتأملها أحياناً وهي تصعد الدرج أو تمشي في بهو المدرسة ..

كان هنالك صراع كبير يجول في رأسه بين عشقه لتلك الطالبة وبين إعجابه بزميلته المعلمة والتي يعلم بأنها تعشقه ..
ماذا عليه أن يفعل هل يتورط بعلاقة مع طالبة بعمر بناته فهو بتلك الفترة كان بعمر الأربعين وهي بالسابعة عشرة مع أن الفتاة كانت متعلقة به وقد عبرت لزميلاتها أكثر من مرة بأنه يعجبها ولا مانع لديها من أن تكون من نصيبه .

كان الصراع على أشده في رأس صديقنا فهو لم يعتد على مواجهة المواقف الصعبة أو إتخاذ القرارات المصيرية أحس للحظة بأنه ضائع ومشوش ولا يمتلك الجرأة على الأختيار تلك الطالبة هي عشقه لكنه لن يمتلك الجرأة على مواجهة العالم والمجتمع والعائلة وهذه من مخلفات الرواسب الطفولية القديمة والتي مازالت تلاحقه حتى في أحلامه .

أما زميلته فقد أحس بأعماقه بأنها تستطيع سبر أغواره وتكشف خفاياه وبالتالي فهي ستشكل خطراً حقيقياً على ذاته وشخصيته المضطربة لذلك سيكون الأقتراب منها أمراً محفوفاً بالمخاطر .. كان صوت ما يناديه من أعماقه أنت لا تستحق الإثنتين أو ربما هو سمعه بطريقته الخاصة كان الصوت يقول له أنت تستحق أفضل من ذلك بكثير لذلك عليك أن تبتعد وتدير ظهرك . أنت لم تخلق لمثل ذلك أو تلك أنت تستحق دائماً الأفضل لا تستعجل في قراراتك .

تخرجت تلك الطالبة وإنتقلت الى الجامعة أما صديقتنا المعلمة فقد إنتقلت الى مدرسة أخرى بعد الصراع النفسي الذي عانت منه بسبب صاحبنا هذا .. ومضت الأيام والسنين على صاحبنا وهو يعيش بروتين يومي مقرف ومميت فقد الأحساس بطعم الحياة شيئاً فشيئاً أصبح يتأخر عن دوامه ويهمل دروسه وأحياناً كثيرة ينسى أغراضة الخاصة كهاتفه النقال أو محفظة نقوده
أصبح يشعر بأن عناية السماء لم تعد تعيره إهتماماً مثل السابق ..

كان رجلاً قارب الخمسين من عمره بلا أمل .. بلا حلم .. بلا أمرأة .. بلا حب .. لقد أيقن بأن روحه ستفارقه  قبل أن تبتسم له الحياة وقد أصبح كهلاً لقد أدمن الكحول وصار يتردد على الحانات ويسرف في الشراب عله ينسى وحدته الأليمة كان يسهر حتى ساعات الفجر الأولى وهو يعاقر الخمرة ليسكت ذلك الصوت الذي يقض مضجعه أحياناً ويلومه على الفرص التي أضاعها وبعدها يعود الى منزله وحيداً ويلقي بجثته على أقرب أريكة يجدها وينام كرجل ميت .

أوشك شريط حياته على النهاية كان هنالك مشهد أخير قطعه صوت بائع جوال كان ينادي على بضاعته .. عندها أستيقظ صاحبنا من أحلام يقظته وعاد ينظر الى بقايا ملامح وجهه وفجأة أستجمع قواه وأحس بجرأة غريبة تسري في عروقه فنظر الى عينيه مباشرة عن طريق المرآة مخاطباً نفسه قائلاً : أنت رجل بلا روح وأمل بلا وطن وهوية .. أنت فاشل بكل المقاييس أنت لم تكن رجلاً حقيقياً في كل مسيرة حياتك فالرجولة لم تكن يوماً هي الفحولة إن الرجولة هي الجرأة هي الإقدام هي أن تكون صاحب موقف وكلمة ..أن تعيش حياتك كما ترغبها وتريدها أن تعبر عن ذاتك .. عن حبك دون أن تخشى لومة لائم .. الرجولة هي أن تكون أنت لا أن تكون هم ..

قال هذه الكلمات وإنفجر بالبكاء .. ثم دخل الى المطبخ وأخرج زجاجة كحول وكأس .. صب كأساً لنفسه وأخذ يرتشف منه ومع كل رشفة كان يحس بأنه .. بقايا رجل محطم مهمش ... وحيد ولأول مرة أحس بأنه يريد أن ينتظر شيئاً يرغب به .. كان يريد أن يستقبل الموت فبموته سيحس بأكتمال رجولته الضائعة .. أغمض عينيه وأستسلم للنهاية بأبتسامة ساخرة..!!!


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com        
  https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

السّراب

الخاسر ....

اليوم يصادف ميلادك يا حلوتي أأحضر لك الزهور أم تكتفي بشموع ملونة وجسدي وكحولي أم تريدين عطراً مميزاً ولباساً مغرياً مثيراً لزيادة إشتعالي وإتقادي حين ملاقاتك .... أخبريني ماذا أحضر لك أنت التي تجاوزت بشبقك وأسلوبك العشقي كل المستويات .

يا من أدخلتني جنة الحب ونار الحميّمية .. أنت أنت يا زهرة بيضاء نبتت خجلة على حافة الطريق تحت أشعة الشمس أنت من وقفت على حافة الطريق تحرشتي بي نثرتي عطرك أنحنيتي خجلاً أصبحت زهرة وردية تحرشتي بي حتى حصلت علي ّ أقتربت كي أقطفك .. أمتنعت قلت أنني لست للإقتناء أنا فقط لك كعابر سبيل تشتم عطري تستمتع بألواني وحيائي ووقاحتي وغروري وبساطتي ..

رفضتك في ذلك النهار وتركتك متألماً من جوابك لكن وقفت بعيداً مراقباً إياك رأيتك تتحرشين بالجميع ولكنك لا تسمحين لا بقطافك ولا بالتمتع بشذاك أو ألوانك عرفت ساعتها أنك تريديني أنا فقط ولكن حاولت إخباري أنّ ما نرغب به يجب أن نرغب به مرة واحدة لليوم هذا وكل يوم .. سوف تتجدد هذه الرغبة لقد فهمت أنك تخافين المجهول تخافين المستقبل .

لا أدري أن السبب هو بستاني فاشل وأناني ووضيع أم شقيقاتك الزهور اللواتي تركنك وحيدة أم الشجرة التي لم تظللك لأنها قطعت بسبب فقدانها خضرتها أي موتها .. أم أن معجبيك كانوا حمقى وأنانيين لم يدركوا ندرتك أيتها الجميلة العطرة .. أيتها الزهرة التي إختبىء بداخلها ملاك صغير ..

إذاً عرفت أنك تريدينني عدت إليك بلا كلام إستنشقتك حتى إرتوت روحي منك وإستمتعت بألوانك .. بأوراقك وحتى بأشواكك التي ظهرت آثارها بقوة على جسدي أقسم أنني أحببتك كل يوم ورغبت بك كل يوم .
واليوم هو يوم ميلادك الخامس والعشرون .. أاحضر إليك كما إعتدت كأسدٍ قوي أم كالنسر الجارح ..هاهاها...
دائماً أحضر بقوتي فأهجم عليك وإذا بك تقبلين عليّ كفرس هائجة غير مروضة ولبوة قاسية وفراشة ناعمة وقطرات ندى مثيرة .

لا أدري كيف أصفك لكني أدري أنني لطالما إنهزمت أمام لا منطقك في كل شيء وأمام وعيك ولا وعيك .. أنهزم منتشياً مخموراً من خمر شفتيك وجسدك منتشياً من تلك العينان اللتان تزدادان جمالاً أثناء معركتنا الوردية .. يا إلهي ماذا أهديكي وأنت من تركت في حياتي نظرة اللامنطق واللاوعي والمنطق والوعي في آنّ معاً .

أنت المتناقضة .. أنت النادرة لا أجد شيء يليق بك وأنا الأن مهما أهديكي من جواهر وزهور وكل شيء مادي لن يفرحك ....

فلقد فقدتك وبفقدانك فقدت قدرتي على لقاءاتٍ شرسة ولطيفة كملاقاتك .. لا أنكر بأنني ضعيف إني بسبب إبتعادك عني وهجرك لي أمسيت نصف إنسان بلا قلب أو أمل .. بلا حياة أو دموع أو أحزان .. بلا روح لأني وبكل بساطة أضعت نفسي وروحي .. أضعت الحب وقابلية الإستمرار والرغبة في العيش والحياة .. بدونك أنا أشعر أو لا أشعر بأني موجود .. أنا لست هنا الأن أو غداً ..لأنني أصبحت الخاسر .


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com
https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts