الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

لا يمكنك أن ترى النجوم إلا في الظلام، كذلك هم بعض الأشخاص في حياتنا لا يظهر معدنهم إلا وقت الشدة!

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

نظرة الحياة ..

الوصايا الجدد ( وصايا ديليفاري ) ..؟؟؟

هذه الوصايا الجديدة ليست كوصايا موسى المدجج بعصاه ومعجزاته وشياطينه التي تتحرك بأمره ومزاجه العصابي والتي القاها عليه ربه الاعلى مع عدم التزامه هو شخصيا بها وهذا ما نراه واضحاً وجلياً في مسيرة تطور اله موسى فهو في البداية الاله إيل وبعدها ألوهيم ومن ثما يهوه هذا الاله الذي يطلب من نبيه موسى الالتزام بهذه الوصايا العشر مع العلم بأن فاقد الشيء لا يعطيه فتاريخ هذا الاله لا يشرف حتى موسى انه اله انفعالي عصابي ومزاجي يغضب من شعب موسى ويحقد عليهم وفي الكثير من المواقف يقوم  بالتخلص منهم بطرق وحشية وبربرية ربما جعلت من موسى وجماعته ينفرون من هذا الاله وتعاليمه الشيزوفرينية ..

لذلك هذه الوصايا لا يمكن البناء عليها والاستمرار باستعمالها في زمن المدنية وحقوق الانسان ونرى بان يتم استبدالها ونسخها على طريقة الاله البدوي الصحراوي وبذلك نحاول ان نطلق  صرخة اخرى للعالم المتناحر الذي لا ينفك يتصارع ويتناحر لأسباب عقائدية وايديولوجية وعرقية وكل طرف يحاول فرض أراءه وحججه بمنطق القوة وسياسة الهيمنة الفكرية متخذاً اسلوب الاصطفافات والتحزبات والتكتلات على اساس ديني او عرقي او نظريات تم اختلاقها لتلعب دوراً في تأجيج الصراع والتناحر وإزكاء نار العنف والتطرف والعصبية القبلية والعشائرية او القومية ..

لذلك نأمل ان تتم قراءة هذه السطور بتروي وتعقل لعلها تضيء الجانب المظلم من العقل البشري .
1- لا تتصرف حيال الاخرين بالطريقة التي لا تريدهم ان يتصرفوا بها تجاهك .
2- إسعى في كل الاحوال ان لا تسبب أذى .
3- عامل اخوانك بالانسانية والاحياء الاخرى والعالم بشكل عام بحب وأمانة وإخلاص وإقدام .
4- لا تهمل الشر أو تتماهل نشر الخير ولكن كن مستعداً دائما لغفران الإساءة التي ارتكبت بحرية ونالت الندم بصدق .
5- عش حياتك بفرح واندهاش .
6- اسعى دائماً للمعرفة المتجددة .
7-أختبر وتأكد من كل شيء وقارن افكارك مع الوقائع كن مستعداً لترك حتى اهم ما تؤمن به اذا لم يتطابق مع الوقائع .
8- لا تمنع احد من إبداء الرأي او تبتعد عن الأراء التي تخالفك احترم دائماَ رأي الاخرين في ان يكون لهم رأي مختلف عنك .
9- إبني أراءك الخاصة بك على اسسك العقلانية ومن تجربتك الخاصة لا تسمح بأن يقودك الاخرين بشكل اعمى .
10- كن فضولياً في كل شيء .

وهنالك العديد من الوصايا الاخرى والتي تعتبر مكملاً للسابقة وبإعتقادي ان تطبيقها سيؤدي الى نتائج إيجابية على المدى البعيد :
1- تمتع بالحب على شرط ان لا تؤذي الاخرين ودع الاخرين يفعلون الشيء نفسه فيما يتعلق بذلك بغض النظر عما هم عليه والذي ليس من شأنك ابداً.
2- لا تقلل من شأن الاخرين ولا تظلمهم على اساس الجنس أو العرق او على قدر الامكان على اساس انهم اجناس اخرى .
3- لا تلقن اطفالك بل علمهم طريقة التفكير المستقلة وكيفية التأكد من الادلة وكيف يمكنهم مخالفتك بالرأي .
4- إحسب حساب المستقبل بمقياس زمني أطول من حياتك .

إن تطبيق هذه الافكار او اسلوب الحياة هذا سيكون نواة الانطلاق نحو بناء اجيال من البشر السويين عقليا وفكرياً لا تتحكم بهم الغرائز القطيعية والغوغائية والتي من اكبر محركيها هو الواجب الديني المرهق والذي اذا تفاقم سبب مشكلة كبيرة للانسان وللاخرين .

فالاشخاص المتنورون على مدى العصور كان شغلهم الشاغل هو الانسان اولاً لانه هو الحقيقة المطلقة وهو الاهم في كل مقارنة او مبارزة مع كل مقدس او مبجل او حتى سماوي وهذه نبذة من اهم الافكار النيرة والاقوال المأثورة في هذا المضمار والتي تؤكد على حق الانسان في الأختلاف وقول كلا لكل ما هو جبري او تسلطي او يحاول تكريس سياسة الفوضى والعنف واستباحة دماء البشر :

(في كل قرية يوجد هناك شعلة ينيرها المعلم .. ويوجد هناك من يطفئها .. رجل الدين ) فيكتور هوغو
(لا يقترف الانسان عملاً شريراً بسرور وبشكل كامل الا اذا فعلها بسبب قناعة دينية ) بليز باسكال
(المطر النازل على الأخيار لا يؤثر بشيء على الاشرار لانهم يحتمون من هذه الامطار بمظلات يصنعها الاخيار ) جاستيس باون
( الدين إهانة لكرامة الانسان به او بدونه سيكون هناك دائماً أناس طيبون يفعلون الخير وسيئون يفعلون الشر ولكنك تحتاج للدين لكي تجعل أناس طيبون يفعلون الشر ) ستيفن واينبيرغ
(غريب هو وضعنا على كوكب الارض كل منا يأتي في زيارة قصيرة لا يعرف لماذا ولكن يشعر في بعض الاحيان بأن هناك غاية من الحياة اليومية ..نعرف بأن هناك شيء مؤكد وهو ان الانسان هنا من اجل الانسان الأخر وقبل كل شيء لأجل هؤلاء الذين سعادتنا تتوقف على سعادتهم وابتسامتهم ) ألبيرت اينشتاين

(الدين اقنع الناس بأن هناك رجلاً خفياً يعيش في السماء ويراقب كل ما تفعل وفي كل لحظة من كل يوم وهذا الشخص الخفي لديه لائحة بعشرة اشياء لا يريدك ان تفعلها وان فعلت أياً من تلك العشرة فأن لديه مكاناً خاصاً مليئاً بالنار والدخان والحريق والتعذيب والألم وسيرسلك لهناك حيث تعيش وتعاني وتحترق وتختنق وتصيح وتصرخ الى أبد الابدين والى نهاية الأزمان ..... ولكنه يحبك طبعاً !!!  ) جورج كارلين .
(الدين شيء ممتاز لإبقاء العامة من الناس ... هادئين ) نابوليون بونابيرت .

في الختام لا بد من كلمة اخيرة .. لا نريد للبعض ان يعتقد باننا ضد الاديان والمقدسات والسماوات .. فقط تكريساً لمبدأ المخالفة او على طريقة خالف تعرف ليس المقصد هو ذلك والا نكون كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء وانما الغاية هي تكريس اسلوب وطريقة تفكير بناءة وعقلانية ومستقلة عن كل التأثيرات والرواسب الدينية والغيبية التي تعتمد على المقدس والخارق وتكرس لاسلوب الإتكالية وإثارة النعرات والفرقة على اساس التمييز الطائفي والديني او القومي

يجب ان نقف بجدية ومسؤولية وشجاعة ونقول كفى للتدخل الديني العشوائي في حياتنا وحاضرنا ومستقبل اولادنا علينا رفع الصوت عالياً والقول لقد فشلت ايها المقدس والسماوي في تطوير شؤوننا بل على العكس كنت من ألد اعداءنا وقد ساهمت بقتل الكثير والكثير من ابناء جنسنا لذلك كفى نحن وصلنا الى مرحلة من المعارف والتطور الفكري والاخلاقي ونستطيع تدبر شؤون انفسنا وترتيب البيت الداخلي بكل مسؤلية ووعي لذلك نقول لك بإختصار لقد ( إنتهت صلاحيتك .. ولم تعد صالحاً للاستهلاك البشري ) ومكانك الطبيعي من الان وصاعداً هو المتاحف ودور المراكز الثقافية للباحثين عن مغامرات العقل الاولى ...


 بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

الأحد، 26 أكتوبر 2014

حقيقتنا في غريزتنا

أصنع خيارك..

أنت أيها الإنسان ..

أيها الإنسان.. أيها المارد الجبّار.. الثائر المناضل المقاتل الشرس في هذا الكون الشاسع المترامي الأطراف أنت صانع الأمجاد والبطولات والإنتصارات .. الأفراح والمآسي .. الهزائم والإنتكاسات والإنكسارات .
لقد صارعت كل مجاهل الحياة ومفاصلها بعشوائيتها وعبثيتها وتغلبت عليها في الكثير من الأوقات والأحايين  فأنت من أعطيت لتلك التفاصيل قيمتها وأبعادها ..

لك تقرع الطبول والأجراس اليوم وغداً.. لك ترفع القبعات وتنحني الهامات ..
قاطنوا السماء وسكانها المتوارين عنك خجلاً وحياءً لربما يحسدوك على صراعك وكفاحك اليومي المتعاقب المتجدد ويرمقونك بنظرات الغيرة والإعجاب وحتى الإكبار والإجلال .. بينما هم في روتينهم السرمدي الممل السقيم .. وكيف لا ..؟؟
وأنت هو كبيرهم وكبير سادتهم ورافع رايات خلودهم ..إن وجدت ..!!

فتلك الألهة في حكمتها وعبثيتها لن تتجرأ على فعل ولو جزء قليل او يسير مما فعلته وتفعله وتصنعه وتخلقه وتعلّقه على جبين التاريخ والجغرافيا .. ومن يتجرأ غير الإنسان .. إنه إله الجرأة
فمن يمتلك الجرأة والشجاعة والإقدام والجنون وحتى العشق سواك أيها الإنسان .. أنت هو الماضي والحاضر والمستقبل بكل تفاصيله وأبعاده وتعقيداته وتناقضاته المضحكة المبكية .

من دمك ودموعك وعرق جبينك وصراخك والآمك وتوسلاتك وإستغاثاتك صنعت وأعطيت للحياة معناها وعبقها كما أعطيتها ألقها وأنبعاثاتها .. أما تلك الألهة العتيقة فمن أين لها بالدماء حتى تستحي وتخجل .. فهي لمّا تلبي نداءً أو تطعم جائعاً أو تكسي عرياناً بل أنت من يتصدى لكل تلك البطولات والمسؤوليات .. رغم وعودها الفارغة بتلبية الدعاء والنداء ... أما الدموع فلم ولن تعرفها أبداً لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

فيك تجلت وتبعثرت الخطى ومنك إنبثقت الأحلام والتجليات والرغبات بحلوها ومرها بخبثها وحياءها ..

غضبك وحبك وعشقك وشغفك وأنانيتك .. تواضعك وتسامحك سلبيتك وإيجابيتك من أعطت للأشياء انطباعاتها وانعكاساتها وحتى تجلياتها .
أنت يا سيدي هو المقدس والسامي والعالي والمتعالي .. أنت من يعلو ولا يعلى عليه فلا مقدس او مبجّل او سامي ولا حتى قدير إلا أنت وحدك لا أحد سواك .

فالمقارنة بينك وبين أي شيء دونك من مقدس وسرمدي ولا نهائي هو هراء .. فقط مجرد هراء ..
فأنت بداية النهاية ونهاية البداية .. فلا مستحيل يثنيك عن عزمك وإرادتك فأنت من هو فعّال لما يريد ... أما تلك التصورات والروايات والحكايا والغيبيات التي تدّعي ولطالما إدعت وتشدقت بما ليست هي عليه فتلك لعمري من سخريات الأقدار وعظائم الأمور .

فتلك المقدسات التي لطالما حاولت تثبيط عزيمتك وإرادتك وتجميد فكرك وعقلك وإبداعاتك وإنطلاقة خيالاتك لهي من أكبر اللعنات والمصيبات والإنتكاسات التي حلت وألمّت بعالمك وأعاقت طموحاتك ونضالاتك وصراعاتك المستمرة لتحقيق ما هو أفضل وآسمى للبشرية والإنسانية .
كم من بني جنسك فتكت به وأذلته وأعاقة تقدمه ووأدت طموحاته وأحلامه وتطلعاته الخلاقة .. تباً لكِ أيتها المقدسات الحمقاء ..

فالجمود والتردي والخزي والعار والإنكسار والإمتهان هو بالإنصياع والتبعية لتلك المقدسات والغيبيات وذاك الجموح الصبياني الذي حاول ويحاول القضاء على أمجادك وإبداعاتك وصراعاتك ..
فلا تقف يا صديقي عند تلك الإنتكاسات والإرهاصات والتقلصات ..!!

لتبقى دائماً منارة الوجود الحي النابض وجوهر قبسها وشعلتها .. لا تلقي بالاً لكل ما يقوّض عزيمتك وأحلامك وجموحك وجرأتك وتفردك .
ولتعلم علم اليقين أنك أيها الإنسان موجود هنا ودائماً لخدمة أخيك الإنسان بالحب والعلم والعمل الجاد والأخلاق .. وهذا ما يميزك ويعطيك التفرد عن جميع قاطني هذا الكون ما خفي منها وما ظهر ..؟؟
فدموعك وصراخك والآمك هي التضحية والأضحية الأثمن في هذا الوجود والتي يجب تقديسها وتبجيلها .. أما ما عداها فهو الوهم والسراب .. لا شيء سوى السراب .

فأنت من ينفع ويصنع ويبدع وينعش الأمال والأحلام ويلبّي النداءات والإستغاثات وليست السماء بأبطالها وشخوصها الخجولين المتباكين على ضعفهم وعجزهم وخزيهم والعار الذي يكلل رؤوسهم .
فكن كبيراً وعلى قدر التحدي والمسؤولية .. فأنت لا يليق بك إلا أن تكون الكبير ..
يقال أن السماء قالت كلمتها منذ القدم في ذلك الزمان العتيق الخجول المتباكي ..!!

ولكن لحظة من فضلكم ... أنت من يجب أن يقول كلمته الأن وغداً وفي كل الأواقيت والعصور والأزمنة فلتكن نبراساً ومشعلاً يقتدي به كل البشر والألهة المتثاقلة الخجولة والمنطوية على ذاتها والتي مازالت تقبع في قمقمها وخوابيها البائسة المظلمة .بأخلاقك وتضحياتك ونضالاتك وتماهيك وإحساسك وتعاطفك مع أخيك الإنسان ..
فلتتمزق وتتناثر في هذا الوجود بكل حب وشغف من أجل سعادة وخير ومستقبل الإنسان والأجيال القادمة الى مستقبلنا وحاضرنا وتاريخنا المعاصر .. فأنت هو من يقول ويفعل ..!!

كن كما تحب وتشتهي وترغب .. وتريد .. ولكن كن كبيراً ومعطاءً ومقداماً حتى تبتعد قدر الإمكان عن التردي والخزي والإنحطاط والدونية التي خُطت ورُسمت لك وأريد لك أن توضع فيها وتكون في جنباتها وفناءها ..
أنفض عنك غبار الماضي العتيق بأضاليله وهزياناته وحماقاته .. وأنطلق الى الحرية والتحرر وأصنع أمجاد البشرية وقواميسها لتزلزل عروش السماء وتعلمها المجد والبطولة .. والتضحية والإنتصار والإبهار بعد أن إعتادت الهزيمة والسلبية .. واللامبالاة والإنكسار .



 بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com
https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

ابداع الرسم ..

أحقاً ..هكذا يكون الإبتلاء ..!!

اذا كان الله لا يبتلي إلا من يحبهم ... فعلينا رفع الصوت عالياً في وجهه لنقول : نحن لا نريد هذه المحبة ..!!
فلتبتلي من تكرههم .. وانا أوكد لك باننا لن نستشيط غيظاً ولن نزعل ...
يا اخي كرهنا ومنيتك على حالك ..

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

العلمانية هي الحل

( فالشريعة توصي بأن يتطهر كل شيء تقريباً بالدم . ولا غفران إلا بسفك #الدم ) العبرانيين 22\9
لماذا كل هذا الإصرار على سفك الدماء حتى من قبل الشرائع الدينية وآلهتها .. ألا تجيدون إلا لغة الدماء ..
وبعد هذا علينا أن لا نستغرب ممارساة الإنسان المتدين والتي تدعو الى العنف والتفرقة والإقصاء والإرهاب ..؟؟

#العلمانية هي الحل

https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/posts

https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts

فضيحة بجلاجل..!

غريزة القطيع... تناديكم فلا تُصغو..!!

في عالمنا هذا ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ورغم التقدم الهائل في وسائل الإتصال والتقانة والعلوم بكافة أشكالها ومسمياتها وما حصل من قفزات هائلة في مجال علوم الفضاء والذرة وتقنيات النانو تكنولوجي والطب والهندسة الوراثية وسبر أغوار الفضاء وصولاً الى المريخ وزحل ... مازالت مجتمعاتنا العربية والشرقية تعاني من آفة العصر برأيي ألا وهي غريزة القطيع .

فعلى الرغم من تطور الحياة الإنسانية وإنتقالها من حياة الغابات والكهوف الى الإستقرار والحياة المدنية بكل أبعادها وتطور مفاهيم الحرية وإحترام الشخصية الفردية للإنسان وتمايزها عن غيرها كنتيجة لتطور العقل البشري والعلوم الإنسانية وما تبعها من نشوء للملكية الخاصة من ملكية شخصية وأدبية وفكرية .. فلا زال أغلبية أفراد مجتمعاتنا الشرقية والإسلامية تحديداً تعاني من هذه الظاهرة السلبية في تسلطها على حياة الفرد والمجتمع ..!!
لقد ساهمت عدة عوامل وأسباب في إستمرار تغلغل هذه الظاهرة السلبية بكافة أبعادها وممارساتها على الصعيد الفردي والعام في المجتمع ومنها ..

الثقافة الدينية المؤدلجة التي نشأ في جنباتها الأفراد فالتعاليم الدينية التي تم تلقينها للبشر في أيام حياتهم الأولى صنعت منهم وحولتهم الى مجرد أرقام في بوتقة واحدة فتم تكريس مفهوم من خلالها أن من يشذ عنها يعتبر مخطىء ويتم الحكم عليه وكأنه مخالف للطبيعة والمجتمع رغم ما قد يحمله هذا الشخص من أفكار تنويرية للمجتمع والناس ..
فغاب مع هذه الظاهرة إعمال العقل والفكر في الكثير من الأمور التي تعد من تكوين الشخصية الفردية للإنسان وحقه في أن يكون متفرداً ومتميزاً عن غالبية أقرانه لتتجلى بذلك ظواهر كالإعتماد على القدر والغيبية في الحكم والتحكم بشؤون الناس وأمور حياتهم .

لتأتي بعدها التربية المنزلية في الأسرة لتكمل تشكيل ظاهرة غريزة القطيع عبر تلقين الأفراد في صغرهم وقبل أن تكتمل عندهم ملكة الوعي والإدراك وحرية الإختيار والتمييز.. بين ما يرغبونه وما يود المجتمع أن يتقمصونه ..عبر أحكام وسلوكيات تمنع الفرد من ممارسات عديدة بحجة أنها معيبة أو مخجلة أو أنها مخالفة للأعراف والتقاليد المتبعة والمتوارثة في المجتمع عبر اللاوعي الجمعي ويتم بذلك قتل روح الأبداع والمبادرة لدى الشخصية الناشئة في وعي الشخص وشيئاً فشيئاً تخبو الأفكار الإبداعية في لا وعي الإنسان بشكل تدريجي .

فكل تصرف أو كلام يخرج عن ما هو مألوف أو متعارف عليه هو إما عيب أو حرام وبالتالي فهو مرفوض ومشجوب لأنه لا ينطبق أو يتوافق مع ما نشأنا وتربينا عليه وبهذا وبدون أدنى شك نقوم بزرع غريزة القطيع في لا وعي الفرد ليبقى رقماً من مجموعة أرقام همها هو أن تراقب سلوكها وفكرها بحيث أنه لا يتجرأ على الخروج عما هو متعارف عليه حتى لو كان هذا المألوف متخلف وسلوك غير متمدن ..

وبتعاقب سنوات العمر يتحول الشخص الذي يحمل بذرة الإبداع فينا الى مجرد نسخة فوتوكوبي عن أجياله السابقة بالمقارنة مع أبناء جيله من مجتمعات غربية أخرى في نمط التفكير والسلوك الإنساني ويعتقد بأنه على صواب وما عداه هو الخطأ أو مخالف للطبيعة والحضارة البشرية .؟!

وتواصل هذه الظاهرة زحفها وتوغلها في كافة الميادين فعلى صعيد المحاكمة العقلية نلاحظ بأن السواد الأعظم من الناس تطلق حكماً على شخص ما أو ظاهرة ما بشكل غرائزي وأنفعالي ومن دون أدنى محاكمة عقلية لنتاج ذلك الشخص وجوهر أفكاره ومدى مساهمتها في إغناء وإثراء الحياة العامة سواء على صعيد المستوى الفكري أو الإجتماعي أو السياسي والإقتصادي ..

فعندما يطرح شخص ما يستخدم عقله لفكر إصلاحي عبر برامج عمل على صعيد السياسة والمجتمع يسعى من ورائها لتطوير وضع المجتمع والإنسان تتصدى له الأغلبية وتتعالى الأبواق بأصواتها الناشزة من كل حدب وصوب لتصب لعناتها على هذا الشخص من قبل أن تتعمق في جوهر طروحاته لترى أهي منتجة أم لا وهذا لكون الأغلبية لم تعتد أو تمارس في سلوكها وفكرها حرية الإعتقاد وإحترام الإختلاف والتمايز كنتيجة للقمع الديني أو السياسي الذي لطالما عانت منه هي طوال سنين حياتها والذي غزى غريزة القطيع تلك وصقل جنباتها ..

لتواصل هذه الظاهرة السلبية زحفها وصولاً الى منابر الإعلام في مجتمعاتنا وتعمل على وأد كل صوت إصلاحي ينادي بالتغيير السلمي العقلاني لمصلحة المجتمع والامة فتسري حمى هستيرية من قبل الجوقة المصقولة لتشن جام غضبها على كل ظاهرة متفردة تراها شاذة وغريبة عن قطيعها المروّض تحاول أن تجد مخرجاً لوضعنا الإنساني الكارثي المتردي الذي وصلنا إليه بشكل فظيع .

لقد حلت هذه الظاهرة ضيفاً ثقيلاً علينا وإستقرت في لاوعينا رغماً عن إرادتنا الحرة المسلوبة حتى بتنا معها كالروبوت الآلي الذي يمشي ويتحرك وفق برنامج تحميل مسبق تم برمجة أدمغتنا عليها من دون أدنى معارضة أو تدخّل من قبل ذواتنا
فنحن نأكل ونشرب ونتنفس ونتكلم ونفكر ونغضب ونفرح ونستاء كما يريد الاخرون والمجتمع أو الظاهرة العامة الإنفعالية حتى أن هذه الظاهرة تسللت الى حواسيبنا وممتلكاتنا الشخصية وحساباتنا الإلكترونية فأصبح غالبيتنا يتبنى منطق وفكر الجماعة من دون أدنى حس بالمسؤولية وروح المبادرة والإبداع ..!!

فأصبحنا نعيش إزدواجية الشخصية حتى في حياتنا التفاعلية على الشبكة العنكبوتية فكم من المشاركات والتعليقات التي نقوم بتبنيها بغرض إرضاء غرورنا وأنانيتنا التي تربينا عليها نتيجة لتلك الظاهرة .. فقط لنري الاخرين أننا لا نختلف معهم أو عنهم وكأن الإختلاف عار وخزي أو اكبر الكبائر ؟؟

في المحصلة وبرأيي المتواضع لا بد لنا من إعادة النظر في جملة معارفنا وموروثاتنا وفي نظرتنا للمجتمع والاخرين وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأسرة والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والأعلام الحقيقي المبدع في الرؤى لتصويب وتصحيح المعتقدات ومبدأ تبني الأفكار المسبّقة عما نجهله أو لا نستوعبه أو ما يخالف ما نشأنا عليه وهذا يلقي التحدي الأكبر على عاتق مؤسسات ودوائر صنع القرار في الدولة والمجتمع لتكريس مفهوم الحرية بما فيها حرية الرأي والإعتقاد وحق الشخص في التفرد والتمايز والإختلاف طالما يؤدي الى خلق مناخ من التنافسية وروح الإبداع والإقدام ينعكس بدوره على المجتمع والفرد بتحريك عجلة الحياة الاجتماعية نحو مجتمع حيوي مدني ديناميكي متطور يقاس فيه تقدمنا وتطورنا بالأفعال ومدى إنتاجيتنا ومشاركتنا في صنع الأفكار والطروحات والرؤى الخلاقة للمجتمع والإنسان وللبشرية جمعاء في كل زمان ومكان ..
فهي الصناعة والإستثمار الحقيقي .. صناعة الإنسان ...


بقلم المحامي : إيهاب ابراهيم -   www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

                      www.twitter.com/ihab_1975

                   e.mail:ihab_1975@hotmail.com
                                                             
                gmail:ihabibrahem1975@gmail.com


   https://plus.google.com/u/0/101994558326112312008/about
https://plus.google.com/u/0/b/108194967624983296938/108194967624983296938/posts